وضع مؤتمر باريس حول الأمن والسلام في العراق المجتمع الدولي أمام خارطة طريق واضحة المعالم للتصدي لإرهاب تنظيم «داعش» الظلامي ولجم التنظيمات الإرهابية في المنطقة بكل حزم وصلابة وبلا إهدار للوقت لأن الخطر داهم ويحتاج لضربات موجعة وساحقة مكثفة وليست تجميلة ضد قواعد تنظيم «داعش» وقياداته الظلامية في العراق وسوريا واقتلاع جذور نظام الأسد الداعم الرئيسي ل«داعش». وجاءت دعوة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لدى افتتاحه المؤتمر الدولي حول الأمن في العراق المنعقد في باريس أمس لشركائه الغربيين والعرب إلى التحرك بدون «إهدار الوقت» للتصدي لتنظيم «داعش» الإرهابي ودعم المعارضة المعتدلة السورية «بكل السبل» كرسالة للعالم أن المجتمع الدولي متحد ومتضامن وعازم على التصدي لبربربة تنظيم «داعش»، وفي نفس الوقت حان الوقت لتسليح المعارضة السورية بالسلاح النوعي لإحداث التغيير الاستراتيجي على الأرض السورية وتلقين النظام السوري الهمجي الدرس الأخير وإسدال الستار على عمليات القتل والتدمير التي يرتكبها «داعش» وكسر عظم نظام الأسد الذي رفض الانضمام للتحالف الدولي للتصدي للإرهاب واختار الاستمرار في دعم «داعش» واحتضان عناصره الإرهابية. إن مؤتمر باريس الذي جمع ثلاثين دولة عربية وغربية، مدعو لوضع الخطط التي تمت مناقشتها وتقاسم الأدوار والمسؤوليات للتصدي ل«داعش» على الارض وتطهير العراق من الطائفية والتطرف وتنظيف الأرض السورية من «داعش» ونظام الأسد بكل حزم وبلا هوادة لكي لا يتمدد ويصبح كالسرطان في جسد الأمة العربية والإسلامية، والشروع في كسر ظهر التنظيم الإرهابي من خلال الضربات الموجعة والمكثفة لكي يتم اجتثاثه من الجذور وعدم ترك المهمة ناقصة كما حصل في أفغانستانوالعراق ودول أخرى. وعلى العالم أن يعي أن الدين الإسلامي هو دين السماحة ولا علاقة ل«داعش» بالإسلام والذي استخدمه للأسف الشديد كغطاء لكي يحقق مآربه التخريبية، والدين الإسلامي الحنيف الذي ينبذ الإرهاب والتشدد ويكرس قيم الوسطية والاعتدال والتعايش السلمي، بريء منه ومن جرائمه التي يرتكبها باسمه. ولقد أحسنت المملكة صنعا عندما وضعت تنظيم «داعش» ضمن قائمة المنظمات الإرهابية كخطوة استباقية، كما أن تحذيرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المبكرة كانت بمثابة جرس إنذار لخطورة التنظيمات الإرهابية التي أصبحت تمثل تهديدا للأمن الاستراتيجي في المنطقة والتي تهدف لتحويلها لساحات اقتتال وإفساد في الأرض، الأمر الذي يتطلب مواجهته بكل قوة وحزم وبلا هوداة، لكي لا يستشري في المنطقة وسرعة اجتثاثه من جذوره، لأن عقيدة تنظيم «داعش» الظلامي تتركز على العداء للجميع، وفلسفته التدمير والقتل وسياسة الضد وهدفه تخريب المنطقة العربية ضمن مخطط تدميري يخدم مصالح أعداء الأمة، وهو أداة تخريب وفتنة ووصفة لحرب مستمرة ومتواصلة للإفساد والعمل على تدمير مكتسبات الأمة العربية. وأخيرا، يجب دعم المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل منذ ثلاث سنوات النظام الأسدي و«داعش» معا، لكي يتحقق الهدف الاستراتيجي (قتل الذئب والغنم).