تخيل مبلغ بليون ريال نقدا. مليونا ورقة من فئة الخمسمائة ريال. ووزن هذه الأوراق يعادل وزن ثماني سيارات لاندكروزر تقريبا. والبليون المقصود هنا هو ألف مليون، علما بأن في بعض الدول ومنها فرنسا على سبيل المثال، يطلق اسم المليار على الألف مليون، وأما البليون فيطلق اسمه على المليون مليون... شيء يلخبط... الشاهد أن في هذا الزمان أصبح السعر النقدي للعديد من الطائرات العملاقة يصل إلى هذا المبلغ الخيالي بكل سهولة. وكمثال على هذا نجد أسعار طائرات الإيرباص 380 وال 350 .. والبوينج 777 و747 وكلها من ذات الجسم العريض التي تحتوي على ممرين بداخلها والتي تستوعب حوالى ثلاث مائة راكب أو أكثر. وأحدث تلك الطائرات هي البوينج 777 «اكس» التي أعلنت عنها الشركة الأمريكية منذ سنتين وتخطط للبدء في إنتاجها عام 2017.. ولأول وهلة تبدو هذه الطائرة وكأنها البوينج 777 التي تعمل بنجاح حول العالم وتملك خطوطنا السعودية ستا وثلاثين منها. ولكن التمعن في تفاصيلها سيكشف أنها أكبر طائرة في العالم بمحركين. وهي أطول طائرة في العالم، وباع جناحها يعادل تقريبا عرض ملعب كرة قدم عالمي. ويمكنها، بمشيئة الله، أن تستوعب أكثر من أربعمائة راكب، وتستطيع نقلهم، بإرادة الله، لمسافات تفوق المسافة من جدة إلى لوس انجلوس بدون توقف. وتأتي الطائرة الجديدة في طرازين أساسين يختلفان في السعة ومدى الطيران وقوة المحركات والسعر. ولكنهما يشتركان في توفير الوقود بمستويات تفوق عشرة بالمائة عن الطائرات الحالية حسب تقديرات شركة بوينج. ولكن هناك ميزات أخرى للركاب ومنها مستويات الراحة، فمقصورة هذه الطائرة أوسع من البوينج 777 الحالية. وهنا لنا وقفة فهذه أول مرة في تاريخ صناعة الطيران تتم توسعة قطر مقصورة الركاب لطائرة عاملة. في السابق كانت الشركات تزيد حجم الطائرة من خلال زيادة الطول فقط نظرا لصعوبة عناصر إعادة تصميم وتصنيع هيكل المقصورة. والعنصر الآخر المهم المتعلق بالراحة هو تكبير نوافذ الطائرة الجديدة لتسمح برؤية وإضاءة أفضل من الوضع الحالي، وقد أثبتت الدراسات أن حجم النوافذ يؤثر على نفسية الركاب وراحتهم. والعنصر الجديد الآخر هو أن مستوى الضغط بداخل المقصورة سيكون أعلى من المستوى الحالي وبالتالي فسيساعد، بمشيئة الله، على تكوين بيئة أفضل للتنفس، ولمستوى الرطوبة بداخل مقصورة الركاب. يبدو أن مستقبل النقل الجوي سيكون على أكتاف الطائرات ذات المحركين وخصوصا أن مبيعات الطائرات العملاقة ذات الأربعة محركات خلال العام الماضي لم تصل إلى المستويات المطلوبة من أي شركة، وبالذات بالنسبة لشركة بوينج. ولذا فقد تتوقف الشركة عن تصنيع طائرتها الرائعة من طراز 747 الشهيرة بالجامبو قريبا. وللعلم فقد طلبتها إدارة طيران رئيس الولاياتالمتحدة الشهر الماضي من شركة بوينج لتصبح طائرة الرئيس الجديدة. وطبعا هذا لا يكفي لإبقاء خط الإنتاج مفتوحا لفترة طويلة. أمنية كانت الخطوط السعودية من الشركات السباقة لطلب وتشغيل العديد من الطائرات الحديثة في العقود السابقة. كانت أول من شغل طائرات نفاثة على خطوطها الداخلية بطائرة الدوجلاس دي سي 9 ، والبوينج 720 على رحلاتها الدولية خلال الستينات. وأما خلال عقد السبعينات فكانت أول من شغل طائرة اللوكهيد ترايستار في المنطقة، ثم البوينج 747 بجميع طرازاتها. وفي الثمانينات كانت أول من شغل طائرة الإيرباص (600 300 ) وفي التسعينات البوينج 777 .. أتمنى أن نكون من أوائل المشغلين للطائرات الحديثة المتميزة. والله يوفق كل من يحمل علم الوطن عاليا بإخلاص.. وهو من وراء القصد.