من التغيرات الأساسية التي طرأت على أسطول الخطوط السعودية حديثا هي التغير في مفهوم الريادة. كانت الخطوط تتميز منذ تأسيسها بأسطولها السابق لزمانه بدءا بطائرات دوجلاس من الطراز الثالث (دي سي 3) الشهيرة باسم الداكوتا، والتي كانت رائدة النقل الجوي التجاري في زمانها. كانت أول من فتح أبواب النقل الجوي التجاري المربح. ودعمت الخطوط أسطولها بعد ذلك بطائرات دو جلاس الطراز الرابع «دي سي 4» الشهيرة «بالسكاي ماستر» ذات الحمولة الأكبر. وجاءت بعدها الكونفير 340 وكانت أول طائرة ذات كابينة مكيفة الضغط في المنطقة لتوفير المزيد من الراحة للمسافرين. وبادرت الخطوط في الستينات الميلادية بخطوات جريئة فكانت أول شركة في الشرق الأوسط تستخدم طائرات البوينج 720 النفاثة للرحلات ذات المدى الطويل من جانب، والدوجلاس الطراز التاسع الدي سي 9 النفاثة أيضا للرحلات القصيرة والمتوسطة من جانب آخر. وجاءت بعدها طائرات البوينج 737 النفاثة لتكون رائدة الرحلات القصيرة المدى. وفي منتصف السبعينات كانت السعودية من أول الشركات في العالم في استخدام طائرات اللوكهيد 1011 ترايستار ذات الجسم العريض والتقنيات السابقة لأوانها. وأما تجربة الخطوط مع طائرات الجامبو (البوينج 747) فكانت فريدة أيضا فهي الشركة الوحيدة في العالم حسب علمي التي استخدمت، ولاتزال تشغل جميع طرازات الجامبو وهي 100-747 و 200-747 و 300-747 و 400-747 وال747 «إس بي» ذات الأداء الخاص. وهناك المزيد، ففي منتصف الثمانينات الميلادية كانت الخطوط هي الرائدة في العالم في طلب وتشغيل طائرة الإيرباص الأوروبية الحديثة جدا من طراز 600-300 أ. والملاحظ من كل هذا هو أن الأسطول كان رياديا بشكل أو آخر فكانت جميع الطائرات العاملة في سماء الوطن متميزة بتقنيات لا مثيل لها في المنطقة بأكملها. وأما اليوم فقد أصبحت خطوطنا وكأنها في حالة صراع للبقاء، فأسطولها الجوي شبيه بالشركات الأخرى في أفضل حال. بل وأصبحت تعاني من تذمر الركاب في بيئتها الخارجية، وعدم رضا الكثير من الموظفين في بيئتها الداخلية. ولو تأملت في تشكيل الأسطول الجوي ستجد أنه كان منذ عشر سنوات متنوعا بطائرات البوينج، والإيرباص، والدوجلاس. واليوم يتجه الأسطول نحو شركة إيرباص لتكون لها الهيمنة على الأسطول، أي أن معظم الطائرات العاملة خلال السنوات القليلة المقبلة ستكون من طراز الإيرباص الأوروبية، ولا اعتراض على ذلك ولكن ماذا عن الريادة والإبداع الذي تعودناه من خطوطنا لعشرات السنوات؟ أمنية بالرغم من أهمية الأسطول لنجاح عمليات خطوطنا، يجب أن نتذكر أن السواعد والعقول والقلوب الوطنية المخلصة هي التي رفعت شأن الخطوط السعودية عبر السنين وهي أهم من الطائرات نفسها.. أتمنى أن لا تتلاشى أهمية المكاسب الكبيرة التي حققتها مؤسستنا الوطنية وأن تعود إلى المستوى الريادي الذي يليق بكونها الناقل الوطني، والأهم من ذلك لكونها تحمل اسم الوطن. والله من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة