تحتفل الخطوط هذه الأيام بدعم أسطولها الجوي كما ونوعا .. سبعين طائرة جديدة ستغير خطوطنا الجوية بالعديد من الطرق التي ستسمح بتوفير عدد أكبر من المقاعد وبالتالي ستفك من الاختناقات وبالذات أثناء المواسم، ومن المتوقع أيضا أنها ستضيف أبعادا جديدة في الراحة والسلامة للمسافرين .. ولكن أكيد أن هناك احتفالا أكبر في مقر الشركة في مدينة «تولوز» في فرنسا فهذه الصفقة تشكل تحولا كبيرا لشركة إيرباص لتنهي فترة هيمنة طائرات البوينج الأمريكية في الخطوط السعودية، وتحديدا فمنذ خمسين سنة تقريبا دخلت طائرات «البوينج» السعودية لتكون إحدى أهم دعائم أسطول خطوطنا .. بل وكانت العلاقة مع البوينج خاصة جدا، فكانت السعودية من أوائل من شغل طراز 720 و707 العملاقة آنذاك لتسبق الكل في الستينيات الميلادية .. ثم في السبعينيات سبقت السعودية الكل بطائرات 737 القصيرة المدى .. ثم في الثمانينات سبقت الكل بأكبر أسطول 747 العملاقة وأكثرها تنوعا ليشمل طراز 100-747 و200-747 و300-747 و 747 أس بي ثم 400-747 في التسعينات وأخيرا جاءت البوينج 777 في التسعينات أيضا .. كلها كانت، وبعضها لا يزال يحمل العدد الأكبر من مسافري السعودية .. وأما الإيرباص الأوروبية فقد دخلت إلى السعودية عام 1984 بشكل محدود وتحديدا بإحدى عشرة طائرة من طراز 600-300 فعملت بإخلاص ثم أحيلت على التقاعد قبل سنتين .. واليوم عادت هذه المجموعة الأوروبية بقوة فقلبت الموازين في أسطول الخطوط فخلال السنوات القليلة المقبلة ستصبح أغلب الطائرات السعودية من صنع إيرباص، وتحديدا فهناك حوالي خمسين طائرة من طراز 320 و321 وثماني طائرات من طراز 330 ستضاف لأسطول السعودية، بينما سنشهد تقاعد طائرات البوينج 747 القديمة، والدوغلاس إم دي 90 التي سيتم توقف معظمها عن العمل .. وهناك المزيد، فهذه أول مرة تدخل طائرة الخدمتين المدنية والعسكرية في نفس الوقت تقريبا وتحديدا فسيتم دعم أسطول سلاح الطيران الملكي السعودي بثلاث طائرات حديثة جدا من طراز إيرباص 330 المجهزة خصيصا للاستخدام كصهاريج جوية .. وتعتبر هذه من أحدث طائرات الإمداد بالوقود في العالم لدرجة أنها نافست طائرات البوينج الأمريكية لدعم الأسطول الجوي الأمريكي في أكبر عقد من نوعه في تاريخ الطيران .. وقد أثبتت جدارتها في المبيعات فاستطاعت الإيرباص أن تبيع أكثر من ألف طائرة تجارية من طراز 330 تعمل اليوم حول العالم من أصل خمسة آلاف ومائة طائرة إيرباص بالرغم أنها لا تمثل تغيرا تقنيا جذريا في عالم الطيران، ذلك لأن هيكلها مشتق من الإيرباص القديمة من طراز 300 وأنظمة التحكم فيها مشتقة من الإيرباص 320، والتميز الأساس التي تتمتع به هو في اقتصادياتها فلديها القدرة على نقل حوالي ثلاثمائة راكب لمسافات تصل إلى أكثر من عشرة آلاف كيلومتر. ولكنها تعمل بمحركين فقط ولذا فتتمتع باقتصاديات متفوقة في التشغيل والكفاءة العامة. أمنية عجيب أمر مجموعة الإيرباص .. عجيب أنها تنتج بمكونات أساسية بريطانية (الجناح وبعض المحركات) وفرنسية (أجزاء من الهيكل) وألمانية (أجزاء من الهيكل والذيل) وإسبانية (أجزاء من الذيل) وأمريكية (بعض المحركات) في مصانع متناثرة حول العالم بكفاءة عالية، لدرجة أن فترة إنتاج طائرة ال 330 ممكن أن تنافس فترة استخراج «كروكي تنظيم» بناء من بعض البلديات .. وعجيبة جرأتها في التحدي والتفوق في سوق هيمنت عليه تقليديا الشركات الأمريكية لعشرات السنين .. وعجيب أن عمر هذه المجموعة لا يتعدى الأربعين سنة فقط .. عمر «الكريسيدا» تقريبا .. أتمنى أن نتعلم من هذه الإنجازات. والله من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة