خرجت إدارة الطرق والمواصلات في جازان أخيراً عن صمتها لتفصح عن أسباب تعثر مشروع الطريق الرابط بين محافظتي أبو عريش والعارضة بتكلفة 23 مليون ريال، الذي حصد عشرات الأرواح حتى الآن، ملقية بالتهم على جهات حكومية أخرى تأتي في مقدمتها شركة الكهرباء وإدارة المياه والاتصالات. وقال مدير إدارة الطرق والمواصلات بجازان المهندس ناصر الحازمي ل«عكاظ» إن أسباب تعثر إنجاز طريق أبوعريش العارضة منذ سنوات هو التأخير في ترحيل خدمات الكهرباء وأنبوب المياه وكابل الاتصالات. وأوضح أن إدارة المياه تقدمت لتسعيرة أنبوب المياه لافتاً إلى أنه حسب إفادتهم فقد تم فتح المظاريف ورفعت لوزارة المياه للموافقة عليها حسب الصلاحية وسوف يتم الرد بعد ورودها من الوزارة. وأضاف الحازمي: من أسباب التعثر أيضاً كابل شركة الاتصالات إذ إنها طلبت تسعيرة وحسب إفادتهم فإنه تم رفعها إلى المركز الرئيس بالرياض وسوف ترسل إلى وزارة النقل. وأشار إلى أن شركة الكهرباء قدمت هي الأخرى تسعيرة ترحيل الكابلات والأعمدة الخميس الماضي وتم رفعها للوزارة يوم الأحد وخلال أسبوعين سوف يتم تعميدها، موضحاً أن المقاول يعمل حالياً في الجزء المتاح له فقط. وتأتي تبريرات الحازمي وإلقاء التهم على جهات حكومية أخرى بعد الانتقادات القوية التي واجهتها إدارته خلال الفترة الماضية من قبل المواطنين بعد أن أفقد الطريق العديد من الأسر أبناءها ويتم أطفالا ورمل نساء بسبب الحوادث المميتة اليومية التي يشهدها لعدم إنجاز المشروع الذي رصدت له الدولة ميزانية كبيرة، وكان من المفترض أن يتم الانتهاء منه منذ سنوات. يأتي ذلك في الوقت الذي سجلت معدلات الحوادث المرورية الواقعة على الطريق الرابط بين محافظتي أبو عريش والعارضة ارتفاعا خلال الفترة الماضية، نتيجة تأخر ازدواجية الطريق التي بدأت قبل أربعة أعوام، في الوقت الذي انتقد عدد من سالكي الطريق بطء تنفيذ أعمال التوسعة في ازدواجية الطريق الذي يشهد حركة شديدة في سير المركبات نتيجة قلة المعدات المستخدمة وضعف الرقابة وغياب المتابعة على حد قولهم وأكد ل«عكاظ» عدد من الأهالي خطورة الطريق الذي بات يتسبب في الكثير من الحوادث المميتة خصوصا أنه يعد شريانا حيويا، ويشهد كثافة مرورية عالية في جميع فترات العام. ولفت الأهالي إلى أن الشركة المنفذة للطريق بدأت أعمالها قبل أكثر من ثلاثة أعوام ولم تنجز سوى أطوال محددة وعلى مسافات متقطعة لا تتجاوز عددا من الكيلومترات من إجمالي الطريق البالغ طوله 50 كم، معتبرين قلة المعدات وضعف الرقابة وغياب المتابعة المستمرة سببا في سلحفائية التنفيذ، خصوصا أن الطريق يمر بعدد من الأودية المتفاوتة، ويتطلب إنشاء الجسور ما يدعو إلى عمل جاد ومزيد من المعدات والأيدي العاملة وإلا سوف يستغرق مدة تنفيذه (10) أعوام أخرى، بحسب اعتقادهم. كما انتقد الأهالي ضعف الجودة في طبقة الأسفلت الجديدة والتي بدأت الهبوطات والتجمعات المائية بها مما تسبب في وقوع عدد من الحوادث المرورية، إضافة إلى الأخطاء الهندسية التي تتوزع في الطريق الذي تمت سفلتته من خلال الأرصفة الواقعة بين الطريقين والتي تعترض المركبات خاصة أثناء فترة الليل، حيث يفاجأ العابر للطريق بوجود رصيف يتوسط الطريق. وناشد أهالي العارضة والمراكز التابعة لها وزارة النقل بالنظر في ازدواج الطريق الذي راح ضحيته عدد من الزوار وأبناء المنطقة، حيث تشير التقارير والإحصائيات إلى أنه شهد عددا من الحوادث الأليمة راح ضحيتها عدد من الأبرياء. ويقول يحيى خبراني وحسن خبراني «لقد أرهقنا الطريق الوحيد الرابط بجميع محافظات المنطقة الأخرى وفقدنا في هذا الطريق الكثير ممن قضوا نحبهم في حوادث مرورية مروعة ففي الأيام القليلة الماضية سجلت 4 وفيات و5 إصابات، ومن المؤسف أن الوزارة لم تسمع مطالبنا حيث تقدمنا بعدة شكاوى، ولم نتلق الرد الشافي».