فجأة ودون اي مؤشرات سابقة أو علامات إنذار قد يتعرض الفرد للإصابة بمرض السرطان الذي حير العلماء في كثير من صفاته وخصائصه وتركيبه، الا ان التقدم الطبي ساعد كثيرا في حل ألغاز المرض المزعج. وتقول أخصائية الكيمياء الحيوية في مدينة الامير سلطان للخدمات الانسانية نسرين فهد ابوالجدايل: السرطان عبارة عن ورم خبيث ينشأ عن نمو خلايا الجسم نمواً غير طبيعي ودون سيطرة وليس لهذا النمو نهاية، فهناك ما يقرب من 250 نوعاً من هذا المرض اللعين ابرزها سرطان الثدي والبروستاتا والقولون والمستقيم والمثانة والمبيض والرحم والمعدة والكبد والقناة الهضمية والدم، مبينة انه غير معروف إلى الآن السبب الحقيقي وراء السرطان حيث لا يزال مدار بحث وحيرة العلماء، لكنهم توصلوا إلى بعض المسببات التي يرجح انها تؤدي إلى السرطان ومنها المواد الكيماوية المسرطنة وبعض الأمراض الفيروسية مثل التهاب الكبد الفيروسي من النوعين B وC في مراحلهما المتأخرة وأخيراً الإشعاع الذري والنووي والتدخين. واشارت الى ان مرض السرطان مرض غير معد أو وراثي، لا ينتقل من المريض إلى السليم بالتلامس، ومن الممكن اكتشاف قابلية الجسم للإصابة بالسرطان مبكراً وذلك عن طريق الكشف عن وجود الأجسام المضادة للجين المسؤول عن إيقاف انقسام الخلية البشرية ويسمى الجين P53، والذي إذا تعطل بسبب عملية تكوين أجسام مضادة له، فإن الخلية تظل في انقسام مستمر غوغائي وعشوائي، وهذا بالطبع يؤدي إلى حدوث خلل في الجزيئات ومن ثم السرطان، ولقد وجد أن هذه الأجسام المضادة تعد مؤشرا يؤدي إلى الكشف المبكر عن القابلية للإصابة بالسرطان من عدمه. ولفتت الى ان هناك تحاليل معملية لاكتشاف مرض السرطان وفحوصات دلالات الأورام وهي عبارة عن قياسات تتم في عينة من الدم يمكن من خلالها التوصل إلى التشخيص المبكر للسرطان ومتابعة تأثير العلاج وقياس مدى استجابة المريض. وحول دلالات الأورام قالت: هي مواد ناتجة عن العمليات الحيوية لخلايا الأورام، وهى إما ناتجة عن خلايا الورم أو مصاحبة لوجوده وهى ليست بالضرورة متخصصة للورم ذاته، بمعنى أن وجودها قد يكون مصاحبا لأنواع مختلفة من الأورام، بل أحيانا لا يكون هناك ورم على الإطلاق بل أمراض أخرى غير سرطانية، والدلالات إما تفرز في الدم أو البول أو سوائل الجسم الأخرى أو لا تفرز ولكن تظهر على جدار الخلايا نفسها، وتركيز الدلالات التي تفرز في السوائل تقاس بالمسح الإشعاع المناعي، وهى طريقة معملية سهلة وهى ذاتها التي تقاس بها الهرمونات. أما الدلالات التي تظهر على جدار الخلايا فتقاس على عينات من الأنسجة ذاتها (مثل مسحات من الأنسجة أو أخذ عينات بالإبر أو أخذ عينات جراحية من الورم أو الورم كله بعد استئصاله)، وأحيانا تعطى دلالة عن السلوك المتوقع للورم في المستقبل. ودلالات الأورام لا تستخدم للاكتشاف المبكر للأورام إلا في حالات نادرة مثل سرطان البروستاتا وهو سرطان شائع في كبار السن من الرجال، كما ان دلالات الأورام لا تستخدم لتشخيص الأورام حيث توجد أمراض عديدة أخرى غير سرطانية تؤدى إلى زيادة في نسبة الدلالات المختلفة، كما أن الدلالة الواحدة قد تتواجد في أنواع عديدة من الأورام في أماكن مختلفة. وخلصت الى القول ان الاستخدام الأكثر شيوعا لتحليل دلالات الأورام هو متابعة الأورام التي تم تشخيصها بالفعل قبل وبعد استئصالها للاكتشاف المبكر لانتشارها فى الجسم أو ارتدادها بعد استئصالها، ويكون ذلك تحت إشراف جراح متخصص أو طبيب علاج الأورام.