يتعين على الأندية الكبيرة في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين الخروج من إرهاصات الأحداث الماضية، خصوصا فيما يتعلق بملفاتها الشائكة لدى لجان الاحتراف والاستئناف أو حتى في أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، إذ إن المواجهات المقبلة غير قابلة للتفريط أو الارتهان إلى أي أعذار، وبخاصة مع وجود الوقت الكافي لها نتيجة الخروج المبكر للمنتخب السعودي من البطولة الآسيوية، وتزامن فترة التوقف مع الميركاتو الشتوي، وهو الأمر الذي يمنحها فرصة التعديل والتصحيح دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى لا تسمن ولا تغني من جوع. عاد الدوري بمواجهة الهلال والفيصلي أمس، وعادت معه الإثارة والترقب والأحداث الساخنة، وسيكون المقبل من المباريات مقياسا لمدى نجاح إدارات الأندية في تخطي عثرات البداية وتصحيح الأمور من عدمه، ولا سيما أن الأداء العام للفرق دون تطلعات الجماهير ويقل كثيرا عن الموسم الماضي من حيث المستويات الفنية، إذا ما استثني الأهلي الذي سيكون مطالبا باستثمار الفرصة الأخيرة له وإنقاذ حظوظه في تحقيق الدوري. وبعيدا عن الفرق، تبدو اللجان أمام مهمة كبيرة في ترتيب أوراقها هي الأخرى، خصوصا «التحكيم» التي ستواجه تحديات جمة وحملات متباينة الأهداف يتعين عليها التعاطي معها بمنتهى الحياد والثقة، ومراعاة الاختيار الدقيق لحاملي الصافرة في المباريات الحساسة، كون عدالة الحكام ستكون الفيصل في تحديد بطل الدوري، وهو ما يستوجب مزيدا من العمل يفوق ما كانت عليه في الموسم الماضي.