يعيش أهالي قرى ضمد بمنطقة جازان ومنها الجهو والحمى والحصن والحرجة والقائم ومحبوبة وقرى أخرى معاناة ومأساة حقيقية مع قلة مياه الشرب، بالرغم من تركيب عدادات مياه التحلية أمام منازل تلك القرى. ولم يجد الأهالي حلولا لتلك المشكلة التي استعصى حلها أيضا على إدارة المياه بجازان، طيلة الفترة الماضية، هذه الفترة رغم الوعود، مما اضطرهم للاعتماد على الآبار العادية أو الصهاريج. «عكاظ» وقفت على حال هذه القرى ومعاناتها مع مياه الشرب النظيفة، حيث أكد شيخ أهالي قرية الجهو عبدالله منصور أن مشكلة مياه التحلية لا تزال قائمة ولم تحل فعليا على أرض الواقع بالرغم من مد الشبكة وتركيب العدادات التي استبشرنا خيرا بعد تركيبها، ولكن أزمتنا مع قلة الماء ما زالت مستمرة، وما زلنا وأهالي القرى المجاورة نعتمد على مياه الصهاريج المنقولة التي تجوب الشوارع ليلا ونهارا بأسعارها المرتفعة التي قصمت الظهور واستنزفت الجيوب، أو اللجوء لمياه الآبار العادية البدائية غير الصالحة للشرب، ولا ندري إلى متى يستمر هذا الحال الذي تزداد صعوبته في فصل الصيف. وبين أحمد غازي من قرية القائم أن مشكلة نقص الماء في قرية القائم تشكل هاجسهم الأول، «نحتاج إلى حلول عاجلة لتلافي هذه المشكلة»، متسائلا لماذا تم تركيب عدادات المياه على جدران المنازل، وتركت كل هذا الفترة التي تجاوزت العام، ولماذا لم تحل مشكلة ضخ المياه المحلاة إلى منازلنا؟ ويضيف غازي ان المواطنين مارسوا شتى الوسائل من أجل الحصول على الماء، ومنها حفر الآبار العادية وبطرق بدائية في منازلهم من أجل الحصول على ماء مع أن مياهها لا تصلح للاستهلاك الأدمي. ويشير إبراهيم مصيخ من سكان قرية الحرجة إلى أنه يجب أن تتوفر المياه، «بالرغم من محاولاتنا والشكاوى التي وجهناها إلى إدارات المياه في جازان وفي ضمد، إلا أن كل المحاولات تعثرت دون أسباب مقنعة، لذلك نوجه نداءنا لوزير المياه بحل مشكلتنا التي استعصى حلها على إدارة مياه جازان كل هذا الوقت». وطالب شيخ أهالي قرية الحرجة الشيخ أحمد أبودية بضخ المياه المحلاة لسكان الحرجة في أقرب وقت وذلك لإنها المعاناة التي قاساها أبناء الحرجة على مر السنين، مضيفا ان المشروع الذي يغذي القرى بالمياه العادية لا يستطيع تغطية طلبات سكان القرى، «لا ندري ما أسباب عدم ضخ المياه إلى السكان بالرغم من مد الشبكة وتركيب العدادات منذ عام». واتهم كل من ناصر متعب وموسى قاسم جعران، إدارة المياه بتجاهل القرى، «لم تكمل مشروع المياه المحلاة بل بقي الحال على ما هو عليه، أنابيب وعدادات تتوسل قطرات الماء منذ سنوات مضت». وأكدوا أنهم لا يزالون يستعملون المياه من الآبار البدائية المنتشرة في هذه القرى مع العلم أن مياهها غير صالحة للشرب، كما أن صهاريج المياه تكلفهم الكثير من الأعباء المادية، «ما نأمله من وزارة المياه أن تجد حلا لمشكلتنا هذه وتوفير مياه الشرب لأبناء قرى ضمد وبأسرع وقت ممكن». وفيما اتصلت «عكاظ» بإدارة مياه جازان لمعرفة أسباب عدم توصيل المياه لقرى ضمد بالرغم من تركيب العدادات منذ فترة، أوضح الناطق الإعلامي بالمديرية العامة للمياه بمنطقة جازان علاء خرد أنه تم الانتهاء من تنفيذ شبكات المياه المحلاة وتركيب الوصلات والعدادات المنزلية في كل من قرى الجهو والقائم والحرجة والحصن والحمى التابعة لمحافظة ضمد، ولم يتبق إلا ربطها بالخط الناقل للمياه المحلاة، والذي تبقى من إنجازه وصلة بطول 200 م وتوقف العمل بها بسبب حاجز درء السيول التابع للجهات الخدمية الأخرى، مؤكدا أنه يجري حالياً استخراج التراخيص اللازمة لتجاوز الحاجز وإعادته كسابق عهده.