بالرغم من جهود الدولة الجبارة، بمتابعة شخصية من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان، إلا أن مسلسل كوارث السيول والأمطار لا زال تتكرر عاما بعد عام. مسلسل كوارث السيول «عكاظ» زارت قرى الجهو والحمى المتضررة، ورصدت بالصور الأضرار التي سببتها الأمطار في منازل المواطنين، كما رصدت مطالبات الأهالي وآرائهم، وذكر ل«عكاظ» شيخ قرية الجهو الشيخ عبد الله منصور، أن الكوارث المتكررة التي لحقت بقرية الجهو والقرى المجاورة مثل الحمى، محبوبة، المحباسة، القائم والشقيري، تترك آثارا سيئة على السكان، ويبدأ القلق والتساؤل عما سيحدث بعد السيول وعدد الضحايا، وقال: لقد مرت أعوام ومسلسل الكوارث هذا يتكرر رغم جهود الدولة، ولكنها لم تكن الحل النهائي، مشيرا على حادثة عام 1421ه عندما داهمت السيول العارمة قرية الجهو والحمى والحرجة ومحبوبة وأتت على الأخضر واليابس، و خلفت خسائر في الأرواح والممتلكات، وأصدر حينها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية (يرحمه الله) أوامره بتقديم مساعدات إغاثة للمتضررين. رفع مستوى المنازل من جهته، أوضح رئيس بلدية ضمد المهندس عبد الله الحربي، أن بعض المنازل في هذه القرى تضررت نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة ضمد والقرى التابعة لها بمنطقة جازان نتيجة لانخفاض المنازل عن مستوى الطرق والشوارع، وكثفنا من جهتنا عمليات إزالة وسحب مياه الأمطار من المنازل، حتى عاد بعض السكان إلى منازلهم، فيما استعانت البلدية بمعدات من الأمانة لإزالة جميع آثار الأمطار وإزاحة المياه. وقال: كأحد الحلول العاجلة لكوارث السيول، لابد من رفع مستوى المنازل القديمة عن الشوارع، إضافة إلى تنفيذ مشروع شبكة لتصريف مياه الأمطار والسيول. إجلاء الأسر المتضررة وأكد الناطق الإعلامي بالدفاع المدني بمنطقة جازان ملازم أول مصلح الغامدي، إجلاء الأسر من القرى المتضررة ونقلهم فورا إلى الفنادق والشقق المفروشة بالتنسيق مع فرع وزارة المالية في جازان لتقديم الإعاشة، فيما تابعت لجنة التعديات حصر الأضرار بمشاركة الدفاع المدني. محافظة ضمد وقراها وذكر العقيد عبد الرحمن البكري مدير إدارة الحماية ومساعد شؤون العمليات مكلف بالدفاع المدني بمنطقة جازان ل«عكاظ» أن المنطقة تعرضت لأمطار غزيرة ونالت محافظة ضمد وقراها نصيب الأسد، لانخفاض المنازل عن مستوى الأرض مما سمح بدخول كميات كبيرة من مياه الأمطار داخلها، وقال:«تم التنسيق مع وزارة المالية وإمارة المنطقة للبحث عن الشقق الجاهزة وإسكان الأسر المتضررة فيها، حيث تم إيواء أكثر من 39 أسرة، وجرى التنسيق مع أمانة منطقة جازان لتوفير الصهاريج لشفط كميات المياه من المنازل». وأضاف: تمكنت اللجان من حصر نحو 80 منزلا متضررا جراء الأمطار في قرى الجهو، الحمى، الشقيري، والقائم وسيتم الرفع بذلك إلى سمو أمير المنطقة، وقال: هناك قرار من الوزارة بنقل قرى الجهو والحرجة إلى مكان آمن في أراضٍ تابعة للحكومة وقد حددت هذه الأماكن. مواجهة الكارثة السيول إلى ذلك، عبر عدد من المواطنين من القرى المتضررة ل«عكاظ» عن استغرابهم لتركهم يواجهون الأمطار والسيول كل هذه الفترة دون حل، وقال المواطن أحمد سرحان: نعيش موسم الأمطار ولا نعلم إلا متى سوف نستطيع التحمل والانتظار، ويضيف: الكل يعلم أنه قبل 11 عاما تعرضنا لكارثة مماثلة، وها هي اليوم تعرضت منازلنا لهجمة السيول، وأصبحت منهارة ومتصدعة ولا يستطيع أحد منا ترميمها لضيق الحال. أخطار المنازل المتصدعة وأوضح كل من علي صروي وعلى حسين حسن، بأنهم يسكنون الآن في الشقق على طريق العيدابي وسيعودون إلى منازلهم المتضررة في قرية الجهو بعد أن تعذر عليه الحصول على إعاشة، فيما أشار كل من أحمد محمد ضعافي وقاسم جهوي عن سوء الحال وأخطار المنازل المتصدعة والأثاث المدمر، وقالوا: ولا نعرف إلى أين نذهب، ففضلنا البقاء في منازلنا رغم صعوبة الوضع. ويشير حسين صروي، إلى سقف منزله الذي تضرر من الأمطار الأخيرة، وقال: كيف نعيش في هذا المنزل الذي تدمر سقفه ولا يقينا من الأمطار ولا من حرارة الشمس، فيما أشار كل من مضيع صروي وأحمد صروي إلى منازلهم تضررت منازلهم المتضررة وقالوا: لا نستطيع ترميم منازلنا ونتوقع الحلول العاجلة واسكان القرى المتضررة ليست صعبة أو عسيرة على حكومتنا الرشيدة. إعادة الصورة المأساوية وقال عبده ضعافي من المواطنين المتضررين في الكارثتين الأولى والثانية: «اقتحمت السيول داري في الكارثة الأولى ودمرت كل شيء، ونجوت بصعوبة، والآن الكارثة الثانية تعيد الصورة المأساوية مرة أخرى وسمعنا بنقل قرية الجهو والقرى التي تضررت إلى موقع آخر يكون بمأمن من الخطر، ولكن هذا الأمر لم يتحقق حتى الآن». وتحدث المواطن حسن سلامي، وهو يشير إلى التشققات التي طالت منزله ويقول: منازلنا لا تتحمل السيول والأمطار ولا ندري ما هي تقديرات اللجنة لمثل هذا الحال، ونأمل التدخل السريع لإنقاذنا من هذا الحال الذي نعيشه. وذكر الشيخ عبد الله آل صيرمان، أن بعض السكان يخشون من سقوط منازلهم الهشة على رؤوسهم في أي وقت، ويضيف فيما تسير الحلول ببطء، فيما أشار كل علي وحسين صروي إلى أحد المحولات الكهربائية التي ينذر بالسقوط على الأرض نتيجة الأمطار وينذر بحدوث كارثة بشرية لا تقل خطرا من كارثة السيول. أين فرق «الشفط» وتساءل أحمد سرحان وهو جالس على «قعادته» البالية القابعة في وسط التجمعات المائية أمام غرفته، عن فرق شفط مياه الأمطار، وقال: أختلط ماء المطر بمياه الصرف كما ترون وأصبحت الروائح لا تطاق. وأشار المواطن إبراهيم خواجي أن قرية «المحباسة» القريبة من الجهو والشقيري، تتآكل من جوانبها بسبب السيول، دون أن تتدخل الجهات المعنية لإنشاء سد خرساني يحميها.