لم يكن الظلام الذي يحف قرية الجهو التابعة لمحافظة ضمد هو الوحيد الذي يقلق أهالي القرية، على الرغم من أنهم لطالما طالبوا البلدية بالتدخل العاجل لإنارة الشوارع، لكن ما يخيف الأهالي أن تتكرر حادثة الغرق التي داهمت منازلهم وممتلكاتهم قبل عشر سنوات، الأمر الذي فرض عليهم أن تكون الأولوية في المطالبات مشروع تصريف السيول والأمطار، لعله ينقذ ما تبقى لديهم من ممتلكات. ويعاتب أهالي القرية البلدية لأنها تركت شوارع قرية الجهو بلا فوانيس أو لمبات تضيء عتمة الطرق ويقول المواطنون أنهم ينتظرون وعود البلدية ولا يملون من انتظار المواعيد، ويقول حسن متعب: «لقد غطى الظلام والعتمة شوارع القرية من كل جوانبها، والشوارع الموغلة في الظلام والمترعة بالمياه يصعب خوضها ليلا». لكن عبدالله منصور شيخ قرية الجهو يعتقد أن احتياجات ومطالب المواطنين بالقرية تبرز في مقدمتها مواجهة خطر السيول، وقال: «الجهو المتضررة والمنكوبة من السيول والأمطار وحتى الآن لم نشاهد الحلول التي طالبنا بها مع كل حادثة، ومن هذه الحلول التي ينتظرها سكان الجهو هو مشروع تصريف مياه الأمطار والسيول قبل حدوث الكارثة الثالثة لا سمح الله تعالى، والتي عندها من المتوقع جرف جميع المساكن». ويضيف إسماعيل جعران بأن مشروع درء مخاطر السيول بدأ يتضرر من عوامل التعرية وما نخشاه هو انهياره من السيول الجارفة ولهذا نطالب بلدية ضمد بأن تنظر إلى المشروع والقيام بترميمه حتى لا تحدث كارثة للمواطنين بالقرية ويشير عبدالله منصور إلى أن مشاكل القرية لا تقتصر على درء مخاطر السيول، مبينا أن الطالبات يعانين الأمرين لتلبية رغبتهن في التعليم، مشيرا إلى أن تبرع أحد المواطنين بقطعة أرض لإقامة مبنى تعليمي لبنات الجهو، ولكن مع مرور الوقت والأعوام لم ينفذ شيء، ولا يزال بناتنا يتكبدون مشاق الترحال على الأقدام وعلى المركبات على حسابهم الخاص إلى القرى المجاورة من أجل الحصول على التعليم. وتتمدد مشاكل الجهو إلى الشوارع الداخلية التي تعاني من فقر دم حاد وعوارض من التراب والغبار التي تصدر الربو للمواطنين في المنازل كما يقول إسماعيل جعران، مبينة أنها أصبحت خطرا جاثما على الصدور، أما عند هطول الأمطار فتتحول إلى بحيرات ومستنقعات يصعب على السيارات البرمائية عبورها حتى السير على الأقدام تكتنفه مصاعب حقيقية. ويرى محمد إبراهيم أن النفايات التي ترمي بتلالها على شوارع الجهو تدفع السكان ما بين الفينة والأخرى في إرسال طلباتها على البلدية، لكن يبقى الحال كما هو عليه، فتمتلئ الشوارع بالنفايات وتتحول إلى ملاذ للحشرات والزواحف. ويتطرق عبدالله آل الصيرمان عن الواقع المائي في قرية الجهو: «حيث نعيش واقعا مريرا ونطالب الشركة المنفذة بسرعة تنفيذ المشروع وتركيب العدادات، ولا يزال البعض يستعمل المياه من الآبار البدائية المنتشرة في القرية مع العلم أن مياهها غير صالحة للشرب»، كما يشير إلى أن صهاريج المياه تكلفهم الكثير من الأعباء المادية. ويضيف ناصر متعب أن مبنى الرعاية المستأجر يفتقد كثيرا من المتطلبات ومنها ولادة النساء والممنوعات من العلاج في هذا المبنى، مبينا أن هناك قطعة أرض تم تسليمها للشؤون الصحية بجازان منذ 13 عاما من أجل إقامة عليها مبنى للرعاية وما زال الناس ينتظرون، فهم لا يجدون إلا المستوصفات الأهلية التي تقصم الظهور بتكاليفها العالية، والذين لا يفضل الكثير مراجعتهم. حلول عاجلة أوضح رئيس بلدية ضمد المهندس عبدالله الحربي أن سبب دخول مياه الأمطار لمنازل الجهو انخفاضها عن مستوى الطرق والشوارع، مبينا أنه من الحلول العاجلة لكوارث الأمطار والسيول لابد من رفع مستوى المنازل القديمة عن الشوارع بالإضافة إلى تنفيذ مشروع شبكة لتصريف مياه الأمطار والسيول.