تسبب توقف الموظفين عن العمل بشركة الغاز في توقف ثلاث مضخات من أصل أربع عن العمل، الأمر الذي أوقف إيصال الغاز للموزعين في محافظة جدة والمناطق التابعة لها، في الوقت الذي تشهد فيه نقاط التوزيع اصطفاف سيارات المواطنين في طوابير طويلة منذ يومين. كما أمتدت أزمة الغاز إلى محافظة فرسان بمنطقة جازان، حيث يشكو السكان من أزمة غاز حادة منذ أسبوعين دون حلول تنهي المشكلة. «عكاظ» التقت عددا من موظفي الشركة المتوقفين عن العمل، أمس، الذين برروا بتوقف علاواتهم السنوية وفصل بعض زملائهم لمطالبتهم بحقوقهم، مشيرين إلى أنهم تقدموا بشكوى للجهات المعنية. وقال عدد من الموظفين (فضلوا عدم الكشف عن هويتهم خوفا من مما وصفوه بالفصل التعسفي، أي أن أي موظف يتقدم بشكوى إلى مكتب العمل للمطالبة بحقوقه يتم فصله حتى وصل عدد المفصولين إلى 83 موظفا)، وأشاروا إلى أن مكتب العمل غرم الشركة نحو 90 ألف ريال لقيامها بجلب عمالة نظافة غير مدربة لتشغيل دوائر الغاز، ما أدى لتوقف الضخ، وبالتالي حدوث أزمة لدى الموردين الرئيسيين. وذكروا أنهم يعملون بعقود تجدد سنويا محدد بها مقدار العلاوة السنوية وتعتبر وظائفهم رسمية. وكان سكان المحافظة فوجئوا أمس بنقص حاد في اسطوانات الغاز لدى المحلات العاملة، الأمر الذي أدى إلى إغلاق معظمها دون أسباب واضحة. وأرجع عدد من الموردين السبب إلى عدم وجود موظفين لدى الشركة، لافتين إلى أنهم انتظموا في طوابير طويلة داخل الشركة منذ يومين دون حلول، في ظل تعطل ثلاث دوائر من أصل أربع. ويقول كل من سعد المالكي، أحمد السلمي، سعيد الزهراني، وخالد الحربي إن معظم محلات بيع الاسطوانات في أحياء عدة أغلقت منذ يوم أمس الأول لعدم وجود غاز لديهم وطالبوا بضرورة سرعة معالجة الوضع. «عكاظ» وقفت أمس على عدد من المحلات التي أغلقت أبوابها بسبب نفاد الاسطوانات، وأفاد العاملون فيها بأن سياراتهم متوقفة داخل الشركة منذ يومين دون حلول. واتصلت «عكاظ» بمدير التسويق في شركة الغاز الوطنية للوقوف على المشكلة وأسبابها وكيفية تجاوزها، إلا أنه اعتذر عن الحديث بحجة أنه غير مخول بذلك. وفي محافظة فرسان بمنطقة جازان، تتواصل معاناة المواطنين منذ أسبوع بسبب أزمة الغاز، في الوقت الذي تشهد فيه المحافظة توافد أعداد كبيرة من الزوار والسواح من كافة مناطق المملكة للاستمتاع بجزرها الخلابة. وأبدى عدد من المواطنين انزعاجهم من تكرار الأزمة المتمثلة في اختفاء اسطوانات الغاز من أسواق المحافظة في هذه الفترة، في ظل توفر عبارات النقل الحكومية المخصصة لنقل إمدادات الغاز بصفة أسبوعية، وبينوا أن المطاعم والبوفيهات توقفت عن العمل أمس لانعدام اسطوانات الغاز من الأسواق، خصوصا أن توفير هذه السلعة الحيوية يكلف المواطنين نحو 200 ريال تقريبا أجرة الأسطوانة الواحدة عبر «الفلوكات» التجارية من مدينة جازان. وأوضح أحمد حسين (مالك مطعم) أنه يعاني كغيره من انقطاع الغاز ويتكبد بسببها خسائر مالية كبيرة، وأحيانا يؤمن حاجته من هذه السلعة الحيوية بضعف سعرها بحسب تعبيره. من جهة، أكد المهندس ناصر الحازمي مدير إدارة النقل بجازان تأمين رحلتين لنقل البترول ومشتقاته، وذلك يومي السبت والثلاثاء من كل أسبوع بناء على طلب أصحاب العمل في هذا المجال، وقال: «إذا طلب منا توفير رحلات إضافية سنوفرها حرصا على مصلحة المواطنين في فرسان». يذكر هنا أن سعر اسطوانة الغاز بفرسان يقدر ب25 ريالا، ولا يوجد سوى متعهد واحد في المحافظة، في الوقت الذي تشهد فرسان زيادة مطردة في عدد السكان والزوار.