فقد الوطن والأمة والعالم زعيما متميزا اتسم بالحكمة وعمق البصيرة والمواقف الشجاعة التي حققت بفضل الله مسيرة تنموية نوعية للمملكة وتعاظمت مكانتها لتسهم بشكل حضاري في مسيرة العالم، وفي لحظات الحزن يصعب رثاء الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله لفقدان قائد بهذه القيمة والقامة والمكانة، حيث ترك بصمات راسخة من الحب في قلوب أبناء هذا الشعب الوفي الذي يلهج بالدعاء للفقيد الغالي الذي أحبهم من سويداء القلب، وبذل حياته في خدمة المقدسات والإسلام والنهضة التنموية النوعية غير المسبوقة، كما بذل المواقف التاريخية المشرفة والمبادرات القوية الشجاعة وبحكمة بالغة لمواجهة التحديات التي تموج بها المنطقة منذ سنوات، فجنب بلادنا الفتن وهزات الأزمات الاقتصادية العالمية. لقد حقق الفقيد الكبير رحمه الله مكتسبات عظيمة لبلادنا، فكان عهد خير ورخاء وأمن وأمان استمرارا للسياسة الحكيمة والنهج القويم الذي تتسم به المملكة، وشهدت البلاد تطورات نوعية في مختلف مجالات التنمية، في مقدماتها تنمية الإنسان بتطوير وتوسيع التعليم والابتعاث الخارجي والنهوض بالمرأة، كذلك قطاع الصحة ومشاريع البنية الأساسية حتى تحولت المناطق ورشة عمل كبيرة. لقد عبرت مشاهد تشييع الفقيد الكبير ومراسم العزاء من أبناء الشعب وقادة العالم عن عمق الحب الكبير للملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله. كما شهد العالم حكمة القيادة وقرارتها السديدة لتحقيق الانتقال السهل والطبيعي والسريع للمسؤولية بالمبايعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد نائبا ثانيا، وتعيين الأمير محمد بن سلمان وزيرا للدفاع. هذا الانتقال السريع والاختيار الموفق لقيادات الوطن من الجيل الثاني لقيادات إدارة الدولة، تعكس حكمة وبصيرة الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وحبه لأبناء شعبه وارتباطه بهم وحنكته وتاريخه الحافل في الحكم والمسؤوليات الرفيعة وعلاقاته المتميزة مع قادة العالم، ويبعث برسالة طمأنينة واضحة بالداخل والخارج على هذا الوطن الكبير الذي يقدم الأنموذج الأمثل للاستقرار وتعاظم الدور والمكانة والنظر للمستقبل القريب. رحم الله الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز وتغمده بواسع رحمته ورضوانه وجعل كل ما قدم في موازين حسناته، ونبايع بكل الحب القيادة الرشيدة، وفقها الله في تعظيم أمن وأمان وازدهار وطننا العزيز وخدمة الإسلام والمسلمين والأمة.