لا يقلق السعوديون من الحاضر، فاستقرار مؤسسة الحكم وسلاسة انتقال السلطة في السابق أثبت أن بيت الحكم السعودي قائم على أركان ثابتة تحكمه قواعد الطاعة والامتثال والاحترام بين أفراد الأسرة المالكة. السعوديون يفكرون بالمستقبل، بما يحمله العهد الجديد على عاتقه من مسؤوليات تجاه تحديات واستحقاقات في عالم متغير لا يواكبه إلا من يتعاملون مع متغيراته بواقعية ليركبوا صهوة المستقبل بدلا من البقاء في حالة لحاق به. ومن عرفوا وتعاملوا مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو بالمناسبة أكثر أفراد الأسرة المالكة احتكاكا بالناس وانفتاحا على التواصل مع كافة شرائح المجتمع، يدركون بما يملكه من ثقافة عالية وتجربة مؤثرة واقعيته وإحاطته بالمتغيرات وقدرته على التكيف معها وتطويعها بشكل إيجابي، أما الأمير مقرن بن عبدالعزيز الذي يتميز بتواضع شديد مكنه من الاقتراب من الناس وفهم مطالبهم وآمالهم وطموحاتهم، فإنه خير من يجسر العلاقة بالمستقبل، بينما يعتبر ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف أحد أبرز أحفاد المؤسس عنصر الطمأنينة، فقد جمع سموه بين الحلم والحزم في مرحلة مواجهة الإرهاب، ونجح في تحقيق معادلة الأمن دون أن تطغى الحالة الأمنية على حياة الناس، فكسب ثقة المجتمع واحترامه. إن مواجهة تحديات المستقبل رهن بالقدرة على مواكبة المتغيرات بتطوير أداء المؤسسات الحكومية على أسس الكفاءة لتعزيز ثقافة العمل المؤسسي، وتطوير عمل مجلس الشورى ليكون أكثر فاعلية في تجسيد مبدأ المشاركة في رسم السياسات العامة واتخاذ القرارات ومحاسبة المسؤولين التنفيذيين، مما يعزز فرص العمل الناجح ومواجهة التقصير ومكافحة الفساد. إن تحديات المستقبل عظيمة، لكن التاريخ برهن دائما على قدرتنا على مواجهتها. [email protected]