أكد عدد من الشخصيات الأدبية والأكاديمية أن الراحل الشاعر محمد إسماعيل جوهرجي أحد المجددين في القصيدة الكلاسيكية في المملكة، كما يوضح ذلك الباحث والأكاديمي الدكتور عاصم حمدان الذي أضاف: «خصوصا لجهة الأسلوب الشعري عنده، والذي يتميز بالرصانة، وينأى عن النثرية والصنعة المتكلفة، كما أنه يحسن الإلقاء مع ما يبدعه من الشعر حتى وهو في اللحظات الأخيرة من حياته، كان حريصا على ذلك الإلقاء المتميز المؤثر الذي افتقدناه عند البعض من الشعراء، ولعل معرفة جوهرجي باللغة العربية المعرفة الدقيقة كانت عاملا هاما في خروج قصيدته بذلك الجمال والبهاء والألق الشعري». أما الباحث والأكاديمي الدكتور عبدالمحسن القحطاني، فقال: «جوهرجي تربوي بارز علم طلابه كيف يتذوقون الشعر، وكيف يكون إيقاعه نسيجا فيهم، وحرص على أن يؤلف في النحو والعروض لتساعد على ذلك، ثم اتجه إلى الشعر الذي انتجه وأبدعه عبر سينين كثيرة، فطبعه ليقرأه الجميع وليس طلابه فقط، ثم تحدث عن سيرته التي عنونها ب(قبل النسيان)، ها هو يموت واقفا على منصة الأبداع». من جانبه، قال الشاعر والناقد الدكتور يوسف العارف: «الجوهرجي شاعر متمكن، وتربوي بارز، له دور في حقل التربية والتعليم، وله إسهام في ميدان اللغة، وهو من الذين يملكون حصيلة كبيرة في معرفة العروض والأوزان، إضافة إلى أعماله الشعرية التي طبعها في السنوات الأخيرة». ويقول الإعلامي المخضرم الدكتور محمد أحمد الصبيحي: «الراحل محمد إسماعيل جوهرجي علم؛ هو في الحياة الثقافية السعودية حجة، وفي الشعر الكلاسيكي وفي اللغة، لقد تابعت إنتاجه وأدبه المرتبط بالأصالة والجزالة في اللغة والصور التعبيرية، التي فيها يكاد يبلغ مكانة عظماء الشعر الكلاسيكي في عهوده العربية المختلفة، وكأنه سيد هذا الزمان في الشعر العمودي، إلى جانب أنه كان ثر العطاء، وبنفس الجودة التي يبدأ بها قصيدته ينتهي، وبهذا كان يكسر القول الذي يتهم فيه البعض شعراء النمط الكلاسيكي في القصيدة العربية بأنها في الغالب بيت رائع يسبقه ويتبعه نظم ملتزم القافية فقط، كان شاعرا يخضب فكرة قصيدته بالجمال والروعة، فيكاد فيها كل بيت ينادي بأنه بيت القصيد». أما المهندس عبدالعزيز بن عبدالله حنفي، فأوضح أن «جوهرجي ذلك الشاعر المكي الأصيل في شعره وأدبه وخلقه ولغته، كان رجلا متجذرا في تعليم الجيل القديم تراثهم الأدبي الأصيل، وكان لا يجلس في مكان إلا وينثر شعره وأدبه الذي يذكرك بالشعر العربي القديم لأصحاب المعلقات في عهود الشعر الجاهلي». وأضاف حنفي: لقد جمع الراحل بين حسن الأدب العربي وبين حسن الأدب الخلقي، ومع ما يمتلكه من قريحة شعرية كبيرة وإبداعات أدبية ولغوية، إلا أنه كان بعيدا عن أضواء المنابر الأدبية والإعلامية رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.