انتقل إلى رحمة الله مساء أمس الشاعر والأديب المكي المعروف محمد إسماعيل جوهرجي بعد أن ألقى قصيدتين ترحيبًا بمعالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وذلك في دار محمد سعيد طيب في جدة، جاء ذلك خلال التكريم الذي أقيم لوزير الثقافة والإعلام السابق في ثلوثية محمد سعيد طيب. وبعد هذه الحادثه التي وصفها الدكتورعبدالعزيز خوجة بالفاجعة قال معاليه: فقدت أخًا وصديقًا ممن عرفتهم عن قرب أثناء سنوات الدراسة المبكرة الأولى، وهو يعد أستاذًا في ميدانه العرفي الذي برع فيه وتمكن، حتى أصبح مرجعًا بارزًا في علم النحو وتعليم الشعر. واستطرد خوجة حديثه بألم وقال: «صديقي الراحل شاعر متمكن يحمل أحاسيس الشعراء، ويجسد المعاناة الإنسانية في شعره، كذلك يزخر شعره الأصيل بالمعاني الشاردة، وينبض بالوجدان والحب والحياة والموسيقى، رحمه الله كان وفيًا وحبيبًا لأصدقائه الذين يحملون له الشعور نفسه. يتميز الشاعر الجوهرجي بمكانته الأدبية واللغوية، وقد أتت هذه المكانة نتيجة تلك المؤلفات الكبيرة في ميدان الشعر والأدب واللغة والتراث، وبهذا النتاج العلمي والفكري قد أفاد المجتمع والحياة الثقافية وتحديدًا محبي اللغة العربية وعشاقها والمهتمين بالدراسات اللغوية والأدبية. وتابع قائلا: لقد عرف من بين مجايليه بالموهوب، فكنا نطلق عليه هذا اللقب منذ بداية حياته الفكرية والتعليمية، فما نسمع هذا الاسم إلا ونستحضر في ذهننا الموهبة، فهو حقًا الرجل الموهوب. رحم الله الصديق الأديب محمد إسماعيل جوهرجي الإنسان النبيل، يعجز القلم واللسان أن يعبر عن مشاعره، وخاصة وأن الحادث كان موجعًا للحاضرين في منزل الأستاذ محمد سعيد طيب، وقد ألقى المرحوم قصيدتين من أجمل قصائده لتكون هي وداعه للدنيا ووداع محبيه وأصدقائه، وعزاؤنا نقدمه لأسرته وأهله وللأسرة الثقافية التي فقدت أديبًا وشاعرًا مبدعًا. نسأل الله العلي القدير أن يرحمه ويسكنه جنات الفردوس.. (إنا لله وإنا إليه راجعون). من جهته تحدث الدكتور عاصم حمدان والذي كان متحسرًا فلم يستطع الحديث طويلاً وقال: دخل الشاعر جوهرجي إلينا وهو يمشي ببطء وكان يجلس أمامي ثم طلب محمد سعيد طيب أن يلقي قصيدته، وبالفعل ألقاها بأفضل وأحسن ما يكون، وألقى القصيدة في خوجة، وبعد إلقاء القصيدة لاحظت أنه أرجع رأسه للوراء وبدأت روحه تطلع إلى بارئها، فحاولنا إسعافه بكل الطرق ولكن قدرة الله كانت أقوى ففارق الحياة. وأضاف: لقد أراد القدر أن تكون هذه القصيدة هي آخر مراحلة الثقافية وكانت القصيدة في توديع أقرب وأحب أصدقائه المقربين وهو عبدالعزيز خوجة. من جهته قال صاحب الثلوثية محمد سعيد طيب: هذه فاجعة لا أستطيع أن أقول إلا أنها مؤلمة ومحزنه وما حدث أحزننا كثيرًا، ويبقى الراحل شاعرًا كبيرًا ومربيًا فاضلاً ولكن هذا قدر الله ولا اعتراض على قدره.