مع بداية موسم العمرة ينتشر مئات الباعة الجائلين في المنطقة المركزية بالمدينةالمنورة باحثين عن لقمة عيش، خاصة بعد إزالة عدد من محلاتهم التجارية التي كانوا يستأجرونها لصالح توسعة المسجد النبوي الشريف، ما اضطرهم إلى عرض بضائعهم على الطرقات الرئيسية المؤدية للحرم، بالإضافة إلى انتشار بعضهم بجوار المساجد التاريخية. ويلاحظ كل من يتجول في محيط المسجد النبوي الشريف انتشار هؤلاء الباعة بشكل لافت لدرجة أصبحت مباسطهم تعيق حركة الزوار والمعتمرين، ناهيك عن مزاحمتهم لأصحاب المحلات بالمنطقة المركزية حيث أبدوا استياءهم من انتشار هؤلاء الباعة وتأثيرهم السلبي على مبيعاتهم حيث يلتقطون الزبائن بأسعار زهيدة، ما يكبدهم خسائر كبيرة نظرا لارتفاع إيجارات المحلات في هذه المنطقة. وقدم عدد من أصحاب المحلات شكاوى خلال فترة سابقة من جراء انتشار الباعة الذين يفترشون الطرقات أمام المحلات التجارية والذين يؤثرون على مدخولاتهم خاصة أنهم مستأجرون، بينما يؤكد عدد من الباعة الجائلين السعوديين الذين يعملون في بيع الهدايا على الطرقات أنهم مضطرون للبيع بهذه الطريقة العشوائية بسبب قلة مداخيلهم المالية مستغلين فرصة وجود أعداد كبيرة من المعتمرين والزوار ما يعينهم على زيادة دخولهم بحثا عن قوتهم وقوت أبنائهم. أحمد الحربي أحد الباعة المتجولين يقول إن موسم العمرة وموسم الحج فرصة لنا كمواطنين نعمل بهذه التجارة البسيطة للبيع والشراء والبحث عن الرزق الحلال، حيث نبيع بعض البضائع المقلدة والسبح والمصاحف والهدايا، مؤكدا أنه يعتمد بشكل أساسي على مداخيل عمله من هذا البيع العشوائي، خاصة أن لديه عائلة، مؤكدا أن السوق مفتوح للجميع خاصة أن الزوار والعتمرين يعمدون إلى شراء الهدايا بشكل مستمر، مضيفا أن هناك بائعين وبائعات غير سعوديين يفترشون الأرض ويبيعون بضائعهم للحجاج والزوار مصطحبين معهم أبناءهم فما المانع أن نقوم نحن أبناء الوطن بهذا العمل أيضا. وأوضح عليان الصاعدي (أحد أصحاب المحلات التجارية) أن هناك كثيرا ممن فقدوا أعمالهم بعد إزالة كثير من المحلات التجارية في المنطقة المركزية سواء في الجهة الشرقية أو الجهتين الشمالية والغربية، لافتا إلى أن 90% من المفترشين رجال من غير السعوديين، وأضاف: نحن أبناء المدينة لنا الأولوية ونتمنى أن يكون هناك مبسط مصغر يوزع علينا بالمجان ونحن نعلم أن هناك مباسط وضعت من قبل الأمانة ولكن بمقابل مادي مرتفع نحن لا نستطيع دفع هذه المبالغ حتى لو كانت رمزية لأننا بحاجة ماسة لتحسين دخولنا. حمزة أحمد يوضح أنه كان يعمل في أحد المحلات التجارية وفقد عمله بعد إزالته ولا يوجد لديه دخل آخر غير هذه البسطة الصغيرة التي افترشها على الأرض لطلب الرزق الحلال وقال إن نسبة السعوديين قليلة ومعظم الباعة المتجولين من غير السعوديين وكثير ما يتم مضايقتنا من أمانة المدينة ومنعنا من العمل رغم أنه لا يوجد مصدر دخل آخر وننتظر أن تقوم الأمانة بتوفير محلات بديلة بعد إزالة كثير من المحلات التجارية لصالح التوسعة. وقال حسن حمدان: أنا أعمل في هذه البسطات منذ 15 عاما وحاصل على شهادة الثانوية العامة ولم أجد وظيفة حتى الآن، بالإضافة إلى أن معظم السعوديين الذين يعملون في هذه البسطات يبحثون عن الرزق وعلى عاتقهم مصاريف كثيرة والبعض يكدون على أيتام وأطفال وكبار في السن ولا يوجد أحد منا ممن يسترزقون من البسطات إلا وهو محتاج للقمة العيش، فيما يشاركه الرأي علي نصار قائلا: نفترش هذه البسطات من أجل كسب الرزق وما ينقصنا هو التنظيم، وأن ترخص لنا الأمانة أماكن مخصصة نعرض بضاعتنا فيها على مدار العام. يذكر أن أمانة المدينةالمنورة وفرت عددا من المواقع المجانية المحيطة بالمنطقة المركزية للباعة الجائلين السعوديين، منها نحو 500 مبسط في المنطقة الشمالية، إضافة إلى 250 مبسطا للنساء و250 للرجال بالمنطقة الغربية، كما أن هناك لجنة مشكلة برئاسة إمارة منطقة المدينةالمنورة وعضوية كل من أمانة المنطقة، إدارة المرور، المديرية العامة للجوازات والشرطة، لمتابعة الباعة الجائلين والمباسط العشوائية بالمنطقة المركزية.