لا يشك عاقل أبدا بمدى عداوة الخوارج الغلاة لبلادنا، والتي تمثلت وتصورت بتركيز غدرهم وتفجيراتهم واستهداف المصالح ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار وبث الشائعات وتحريك الفتن وقتل الأنفس المعصومة. ومنبع هذه العداوة ومصدرها كون المملكة العربية السعودية هي بلد التوحيد الذي يحكم شرع الله وينشر سنته ويحمي الحرمين ويساند قضايا المسلمين العادلة رسميا. ومن آخر محاولات هؤلاء الغلاة قيامهم باستهداف رجال حرس الحدود الشمالية، ولنا مع هذه الحادثة وقفات لابد منها: الوقفة الأولى: أن هذا البلد الأمين الذي ارتضى شرع الله حكما وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم منهاجا وطريقا لا يمكن أن يخذله الله، أو تؤثر فيه الزوابع، فقد ثبت الله قلوب أبنائه وولاته في كثير من المواقف، فخرجوا بعد كل مشكلة وزوبعة تمر بالعالم وهم أقوى جناحا وأحسن حالا، وهذا لأنهم حفظوا حق الله بتوحيده فحفظهم الله، ثم إن هذه الدولة السعودية وفقها الله لا يمكن أن تعتدي على احد أو تتدخل في شؤون أحد أو تظلم أحدا أو تنقض عهدا وميثاقا، وهذا أحد مميزاتها وأسس الحكم فيها وقد تكفل الله بمن عمل بذلك بالنصر والتأييد والتمكين. الوقفة الثانية: أن هذه الحادثة الإجرامية التي جمعت في ثناياها: الغدر والخسة ونقض العهد وسفك الدم الحرام وترويع الآمنين، أثمرت عن تلاحم المجتمع قيادة وشعبا وزادت من قوته، وكشفت بشكل واضح حقيقة هؤلاء الغلاة لكل منصف، وبينت بعدهم الكبير عن سماحة الإسلام وعقيدته ومخالفتهم شريعة الله في الاعتقاد والعمل والسلوك. فإن كان الله قد اختار هؤلاء الجنود الثلاثة شهداء لحمايتهم بلد التوحيد والسنة، فإن الشعب كله جنود ضد أعداء الوطن والملة، وقد أبهج النفس ردة الفعل الإيجابية من كافة المواطنين الذين استنكروا هذه الجريمة وأبدوا استعدادهم ووقوفهم الثابت والقوي ضد من يريد المساس بأمن الوطن. الوقفة الثالثة: بشارة لجنود الوطن المرابطين على ثغور هذا البلد الامين، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: عينان لاتمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله، وبينت النصوص الشرعية فضل الرباط والمرابطة، بما يجعل كل مسلم يتمنى أن يكون بينكم مرابطا يحمي دينه وبلده وشعبه. فهنيئا لكم أجر المرابطة وحراسة الحدود، وجعل الله ذلك رفعة لكم في الدارين. الوقفة الرابعة: تذكيرا للمؤمنين الذين تنفعهم الذكرى ووصاة للمواطنين وتأكيدا لما سبق، أن يعتصموا بحبل الله جميعا ولايتفرقوا، وأن يبتعدوا عن كل ما يفرق الجماعة ويخل بأمنها، وأن يشكروا نعمة التوحيد والأمن والاستقرار ورغد العيش الذي أنعمه الله عليهم، فبذلك لا يمكن لأي عدو مهما كان أن يفتت وحدتنا أو يطمع فينا طامع. عمر بن علي الحماد