? عبدالله سعد القحطاني (أبها) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ شارك شباب عسير في فعاليات ملتقى التراث العمراني الرابع ب 80 عملا تشكيليا تستلهم تراث المنطقة وما يرتبط به من قيم فنية وجمالية مميزة من منظور حديث دمج الماضي بالحاصر في الأساليب والاتجاهات التشكيلية المعاصرة والحديثة. وتصور الأعمال التشكيلية التي شارك بها الشباب مختلف الفنون العمرانية التراثية، وتضم عددا من الفنون تشمل التصوير التشكيلي، والرسم التشكيلي، والمنحوتات، كذلك الحفر والطباعة، والخزفيات، والريليف الغائر والبارز. وقال مدير فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) الدكتور علي مرزوق: تعبر العمارة التراثية من متطلبات المجتمع المسلم المحافظ على هويته الإسلامية وعاداته وتقاليده، نابعة من فكره وثقافته، لذا جاءت فكرة هذه المسابقة لتشجع الفنانين التشكيليين بالمملكة على استلهام واستخلاص القيم الفنية والجمالية للتراث العمراني بمنطقة عسير، وتوظيفها التوظيف الأمثل في الأعمال الفنية التشكيلية المعاصرة لتؤكد على الأهداف المرسومة، ومن أهمها الحفاظ على التراث العمراني وعلى الهوية الثقافية للفن التشكيلي السعودي المعاصر. وذكر الفنان محمد شراحيلي أن الأشكال والألوان المستخدمة في الفن العسيري التراثي لها معان ورموز متعارف عليها في ذلك الزمن، مشيرا إلى أن المثلثات وألوانها التي توجد في الفن الجنوبي لها دلالات، حيث إن المثلث بشكل عام في ذلك الفن يدل على وجود فتاة في المنزل ويمكن التعبير عن مراحل عمرها بأربعة ألوان، حيث يستدل بالمثلث الأصفر على وجود مولودة وذلك نتيجة لداء (الصفار) الذي يصيب المواليد في ذلك الوقت، والأزرق يدل على الحيوية والنشاط في مرحلة الطفولة، بينما الفتاة البالغة يشار إليها باللون الأخضر والذي يدل على نضوجها واستعدادها للزواج، كما يعبر المثلث الأحمر عن الحنان والأمومة. وبين أن جميع الألوان والأدوات المستخدمة قديما، يتم استخلاصها من الطبيعة وذلك من الأشجار والمساحيق المتواجدة حولهم، بالإضافة إلى فرشات التلوين التي يتم صنعها يدويا من شعر الماعز والتي لا يتجاوز طولها عن (6 سم). من جانبه، أكد الفائز بالمركز الأول في المسابقة فهد النعيمة أن تجسيد الفن العسيري في لوحة يعد عملا صعبا، خصوصا أنه نجدي الأصل والمنشأ، والتي تختلف ثقافتها العمرانية كليا عن منطقة عسير، مشيرا إلى أن الزخرفة العمرانية العسيرية غنية جدا بدرجات وطبقات لونية متعددة لها قوانين ودروس عميقة تدل على موروث علمي عريق، أبرزها أنها تعتمد بشكل رئيسي على ثلاثة ألوان أساسية، هي: الأصفر والأزرق والأحمر، توظف في أشكال ورموز يصعب على غير العسيري فهمها. وأضاف أنا سعيد جدا بحصولي على المركز الأول، وتجربة رسم الفن العسيري بالنسبة لي كانت أكثر من رائعة، ولا يمكنني وصف الزخرفة العسيرية إلا بأنها مدرسة فنية بحد ذاتها، أتمنى الاهتمام بها وتوظيفها بشكل معاصر. من جهته، أكد مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة عسير المهندس محمد العمرة أن هذا الحراك التراثي التشكيلي يعد فرصة لتلاقح الرؤى والتجارب الغنية التي تستلهم التراث وفق رؤية حديثة تؤكد على الهوية وتفسح المجال أمام الفنان ليبدع لنا فنا قيما يجمع بين الأصالة والمعاصرة.