عندما تعود بنا الذاكرة لسنين مضت.. ولأنها من الأهمية بمكان.. وتعتبر تاريخا ذا معنى.. بل أغلى من الدرر وجواهر الكلم وما أكثرها وأجزلها لأنها تركت في النفس راحة.. وفي القلب بياضا أنصع من الثلج لما تحمله بين طياتها من عبق طيبها وجمال ورقة صانعي تاريخ ذاك الزمن الرائع الجميل بأهله. فعلا كم نحن بحاجة ماسه لأن نسترجع بين حين وآخر لو بعضا من ماضينا التليد المزهر بكل أنواع الطيف.. البعض يقول يا أخي إنها فترة زمنية وعدت !! انتهت بالسلبي منها والإيجابي ولا داعي للعودة لها وإليها ونبش ماضيها! وخلك بحاضرها هذه الحياة الدنيا حتى لو تبدلت وتغير البشر وأصبح دواخل قلوب بعض منهم بقلوب كالحجر! مع هذا فالعجلة تدور ولا تزال الدنيا بفضل الله بخير وما راحوا كل الطيبين منها.. من هنا أسترجع الماضي لأننى أعتبره جزءا مهما في مسار حياتي والتي سلكت من خلالها عشرات الطرق والممرات الصعب منها تغلب على السهل! سأبدأ اليوم بجانب مهم منها التجربة الصحفية وكيف كانت وكنا! ما زلت أتذكر بداياتي مع «عكاظ» الصحيفة التى فعلا لا تتثاءب. فقبل حوالي 40 عاما مضت بدأت محررا بمكافأة رمزية يتم صرفها من محاسب الصحيفة «القحطاني» وبخطاب رسمي من رئيس تحريرها حينذاك أستاذي وأخي عبدالله عمر خياط والذي بعد خمسة أشهر من الركض يوجه بالقلم الأخضر «بأن يتم صرف 45 ريالا مكافأة له نظير جهده»! وكان هذا المبلغ الضخم فى حينه يشكل أم المبالغ لأن ريال ذاك الزمن له حنه ورنة بل ونضعه في جيب الثوب الأمامي حتى يرى القوم أن معى قوت يوم كامل! إنها ذكريات كانت من ذهب لن أنساها وجيلى الرائع. وكانت «عكاظ» بعد صحيفة البلاد الموقع الثاني لي في مرحلة نضوج صحفي تم تأسيسه لمواصلة الرحلة فى مهنة الحرف وصياغة الخبر. وكان للأساتذة عبدالله الخياط وعبدالله الداري وعبدالله جفري وعلي عمر جابر بالنسبة لي مناهل علم وتعليم وحكمة، تعلمت منهم جميعا فن الكلمة والعمل الصحفي والذي كما يقال على أصوله تحية تقدير ودعاء للحي بطول العمر والصحة وللميت بالمغفرة. وأخيرا أغتنم هذه الفرصة لتهنئة أخي الأستاذ الكبير عبدالله عمر خياط لتكريمه من الصحيفة التى قادها للمقدمة والنجاح. والشكر موصول لهذا الوفاء من القائمين عليها لهذه الخطوة المباركة بتكريم أبي زهير في حياته.