قبل خمسين عاما من الآن.. كنت أقرأ العديد من الصحف السيارة في بلادنا.. وأتابع ما تخطه أقلام العديد من الرموز.. أحمد السباعي.. أحمد عبيد.. عبدالله عريف.. عبدالله عمر خياط.. حسن قزاز.. عبدالفتاح أبو مدين.. أحمد زكي يماني.. صالح محمد جمال.. أحمد صلاح جمجوم.. محمد حسن عواد وعبدالله جفري.. وكانوا يشدونني إلى ما يكتبون، كل وفق رؤاه.. وتوجهاته الفكرية الخاصة .. لكن عبدالله عمر خياط.. فضلا عن كلماته التي تتسم بالثراء اللغوي وبقوة الاستشهاد.. فإن روح العمل الصحفي الطاغية على ما يكتب كانت تشدني أكثر من خلال الأخبار القصيرة والمثيرة التي حفلت بها «عكاظ» في فترة رئاسته للتحرير.. وتعود على تسميتها آنذاك ب «اللغوصة» الصحفية .. فقد كانت صحافتنا في تلك الفترة «ثقيلة دم».. وكانت تفتقر إلى هذه الروح «الحراقة».. بكل ما تتركه تلك الأخبار من «همهمات» و«تساؤلات» في مختلف الأوساط.. واليوم وقد رسخت «عكاظ» أقدامها في ساحة العمل الصحفي بقوة.. فإن الاعتراف لرمز كبير مثل عبدالله خياط ببث روح «حب الاستطلاع» في صحافتنا أصبح واجبا يعتز بحمله الجميع ويتوارثونه من الأجيال .. ولذلك فإن الاحتفاء به كقامة صحفية وثقافية هو بعض ما له علينا وعلى الأجيال القادمة من حقوق.. متعه الله بالصحة والعافية وأفاد بعطائه الجميع.