الاخ والصديق عبدالله عرفته في وقت مبكر من اشتغالي بالصحافة وعرفني على الكثير من رجال الحرف والكلمة، وانتظم يكتب معنا في اليمامة زاوية اسبوعية، كان صادق التعامل والوعد يفي بقوله مهما كلفه ذلك من جهد رحمه الله لقد اتصلت به اثناء الوعكة ما قبل الاخيرة، وكان متماسكاً يشكر الله ويصلي على نبيه وقد حاولت تذكيره بعملنا الصحفي والكتابي كان يرد بكل اخوة صادقة ويسأل عن الاصدقاء في مدينة الرياض، وانا اذكره ببعض المواضيع الشيقة التي طرحها مثل كتاباته العربية عن نزار قباني واحمد بهاء الدين وعن الصحافة العربية، وهو يقول اشكركم انني اتابع الصحافة الثقافية، وفعلاً الاستاذ عبدالله جفري رجل ثقافي بشكل مكثف فهو معني بكل نتاج ثقافي وادبي اكثر من اي شيء آخر ليس هنا وانما في العالم العربي كله، ولقد بدأ مشواره مع الصفحات الادبية مع هذه الصحيفة ثم مع صحيفة قريش مع استاذ الجميع احمد السباعي - رحمه الله - ثم كرت السبحة وتنقل بين عدة صحف محلية قبل ان يصبح كاتباً دولياً ومثقفاً عربياً صادق العديد من رجالات الثقافة والكلمة في العالم العربي، واصبح وجهاً معروفاً مألوفاً في القاهرة وبيروت وفي اي عاصمة اخرى . انني من هذا المنطلق الذي اشرت اليه بأن عبدالله جفري محسوب على الادب والثقافة، لهذا فانني آمل ان يجد اقتراحي الذي اسوقه الى النادي الثقافي الادبي بجدة القبول بأن يخصص قاعة باسم فقيدنا السيد عبدالله عبدالرحمن جفري ترمز الى مشواره الطويل في هذا المجال مجال الثقافة والادب والصحافة اطرح ذلك ولا اعتقد ان ذلك بعزيز على الاخوة في نادي جدة العريق . وكذلك اذا امكن اطلاق جائزة في القصة باسمه في نادي مكة مسقط رأسه ايضاً . الجميع يدرك انه يستحق ذلك واكثر لما بذله في خدمة الحرف والكلمة في بلادنا . وقد سعيت اثناء عملي الثقافي الى تكريمه وتم ذلك في عام 1407ه وقد اقامت جمعية الثقافة والفنون في جدة حفلاً حضره يومها لفيف من اصدقائه منهم : الاستاذ القدير حسن عبدالحي قزاز رحمه الله والاستاذ عبدالله خياط رعاه الله وجمهرة من المثقفين من جدة ومن غيرها من المناطق الذين حضروا للمشاركة في ذلك التكريم المتواضع الذي اشتمل على كلمات صادقة وهدايا عينية تقديراً لجهوده التي ليست خافية على احد، انني آمل ان يستمر انتاجه معروضاً تحت الاضواء لا ان يختفي بغياب صاحبه جسدياً، ولعل ابن الاخ عبدالله - وجدي - وفقه الله يتابع ذلك ولا اخاله الا فاعلاً لما لوالده من مكانة مميزة في المجتمع الثقافي والاجتماعي . رحم الله الفقيد وجبر الله مصيبة اهله وذويه ووفق ابناءه وبناته الى كل خير .