نجحت بامتياز القمة الخليجية ال 35 في الدوحة، في الخروج بموقف خليجي موحد حول عدد من الملفات المهمة لعل أبرزها تعزيز الموقف إزاء التهديدات الإرهابية وخاصة إرهاب تنظيم «داعش» وخطره على الدول العربية والمجتمع الدولي، والإدانة الصريحة لجرائم نظام الأسد بحق الشعب السوري الذي يواجه آلة الحرب الأسدية البغيضة، وإعلان مساندة المجلس الكاملة ووقوفه التام مع مصر حكومة وشعبا في كل ما يحقق استقرارها وازدهارها، ودعم برنامج الرئيس عبدالفتاح السيسي المتمثل في خارطة الطريق وتقديم الدعم الكامل للسلطة الفلسطينية إزاء إنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ورفض التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية والخليجية ودعم المؤسسات الشرعية في اليمن. إن قضية مكافحة الإرهاب، تمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه ليس دول الخليج العربية فحسب، بل دول العالم، لا سيما مع تنامي ظاهرة التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق وسيطرتها على مساحات من الأرض في دول عربية مجاورة، ومن هنا جاء تأييد دول مجلس التعاون لكل جهد إقليمي ودولي يهدف إلى مكافحة ظاهرة الإرهاب واجتثاثه من جذوره. ولا شك أن إدانة قمة الدوحة لجرائم النظام الأسدي بحق الشعب السوري، وتأكيدها على البعد الإنساني للمأساة التي دخلت عامها الرابع على التوالي دون أن تلوح في الأفق القريب أي بوادر للحل السياسي الذي يجب أن يستند إلى مقررات «جنيف1»، جاء مساندا للشعب السوري. وكان الملف اليمني حاضرا في القمة وظهر ذلك جليا من خلال تأكيدات القادة على دعم المؤسسات الشرعية في اليمن ومطالبة جماعة الحوثي بسحب ميليشياتها من المدن اليمنية. كما أن تعزيز عمل المنظومة الخليجية حظي أيضا بالاهتمام خاصة توصية القادة بضرورة الانتقال التدريجي لمشروع الاتحاد الخليجي والذي أصبح ضرورة ملحة لتحصين البيت الخليجي من الداخل. والمطلوب بعد انتهاء القمة، العمل على تنفيذ قراراتها لكي يتحقق النجاح وتعيش المنطقة في أمن وأمان.