لم يعد السؤال عن العريس قبل الزواج يقتصر على الأقارب والمعارف، بل تعدى ذلك إلى شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت وسيلة تتعرف بها الفتاة على شخصية فارس الأحلام الذي يتقدم لخطبتها لتكتشف ميوله واهتماماته، وكلماته التي تعبر عن مستوى تفكيره، وكذلك لمعرفة أصدقائه الذين يلعبون دورا بارزا في التأثير على سلوكياته بشكل أو بآخر. وفيما ترجح شريحة من الشبان عدم الوثوق بمعلومات مواقع التواصل الاجتماعي كونها تزيف الواقع ويصفونها بالوسيلة الخادعة لتقييم الأشخاص يرى آخرون أنها تدل على الشخصية من خلال الصور والكلمات والعبارات المختلفة. يقول عبدالعزيز الحربي: الشبان الذين يتفاعلون بشدة مع شبكات التواصل الاجتماعي يمكن التعرف على شخصياتهم، والتعرف على صفاتهم من خلال العبارات التي يكتبونها، والتفاصيل التي يدونونها، والشخصيات التي يصادقونها على شبكات التواصل الاجتماعي. فأسلوب الحوار، وطريقة الرد، ونوعية الأصدقاء الذين نقوم باختيارهم تكشف جزءا من شخصيتنا، كما أنها تعكس ميولنا واهتماماتنا. ويوافقه في الرأي عبدالعزيز الزهراني الذي يقول: نحن من أكثر الشعوب استخداما لشبكات التواصل الاجتماعي، وبالتالي لا بد أن تعبر تلك الشبكات عنا بطريقة أو بأخرى. ويصف نواف الدهيمي شبكات التواصل الاجتماعي بالطريقة التي تجسد ثقافة الشخص، وتكشف ميوله واهتماماته ومستوى تفكيره. وأصبحت مقياسا يستخدمه بعض الأهالي للتعرف على شخصية الشاب الذي يتقدم لخطبة ابنتهم. ويقول خالد الجهني: بالتأكيد أصبحت تلك الشبكات إحدى الوسائل التي تستخدمها الفتيات والأهالي لتقييم سلوكيات الشخص، وقد تكون سببا لرفضهم له. وبعض الشباب للأسف يسيئون استخدام تلك الشبكات، ويعبرون عن أنفسهم بلغة خاطئة. وفيما يرى أحمد المالكي أن شبكات التواصل الاجتماعي لا تكشف كثيرا عن شخصية وصفات مستخدميها، توقع محمد المطرفي عكس ذلك، إذ يرى أنها تكشف 70% من صفات الشخص، ولكن الأمر مقتصر على الأشخاص الذين يكثرون استخدامها، إلى حد أنهم يحددون أماكن تواجدهم، وأدق تفاصيل يومهم عبر تلك المواقع لتكون بوصلة ونقطة تواصل مستمرة بينهم وبين زملائهم. وذكر أحمد الشيخي أن شبكات التواصل الاجتماعي تقدم صورة مغلوطة أو أقنعة على حد تعبيره يختبئ خلفها البعض لتلميع صورته التي تناقض شخصيته على أرض الواقع. ووصف محمد الشلهوب وعبدالهادي عجاج شبكات التواصل الاجتماعي بالمرآة التي تعكس شخصية مستخدمها لاسيما أنها أصبحت في الوقت الراهن منبرا للشباب ووسيلة للتعبير عن آرائهم وأطروحاتهم المختلفة، وبالتالي فإنها تكشف الكثير عن صفاتهم، ونوعية شخصياتهم، وهواياتهم، بل وحالتهم المزاجية. ويوافقهما حسن الفقيه الرأي معتبرا أن تلك الشبكات أصبحت إحدى الوسائل التي تستخدمها الأسر للحكم على سلوكيات الشخص الذي يتقدم لخطبة ابنتهم.