مستشار اجتماعي يصف سلوك مرتاديه بالتمرد غير مقبول جازان نيوز – مكةالمكرمة - روضة فيصل : إعمالا لمبدأ المنافسة القوية المركزة باتت مواقع التواصل الاجتماعي تتسابق وصولا إلى القمة للمحافظة على كينونتها وثباتها وتأثيرها على الشعوب، فبعد الشعبية التي تمتع بها كل من "الفيس بوك" و "التويتر" و "الانستغرام" ظهرت على الساحة العنكبوتية مؤخرا عبارة "هاي كيكرز" التي بات يستخدمها الصغار والكبار إما بغرض النداء أو التحية، وهي عبارة ارتبطت ارتباطا وثيقا بالمنافس الأكثر شيوعا واستخداما في العالم، وتحديدا الخليج العربي موقع "الكيك" الخاص بمقاطع الفيديو والتي لا تتجاوز مدتها عن 36 ثانية، وقد أثار الموقع جدلا اتسعت له رقعة الخلافات بين المؤيدين والمعارضين الذين طالبوا بحظره، فمنهم من يرى أنه موقع هادف يمكن عن طريقه التوعية والتثقيف وتشجيع المواهب ونشر الأفكار ومشاركتها مع الأصدقاء في إطار مرئي ومسموع، ومنهم من يرى أنه موقع هدام مثبط للهمم ومخل بالآداب ومشوه لصورة وقيم "الشعب السعودي". "جازان نيوز" تنقلت بين المستخدمين وغير المستخدمين للموقع لمعرفة آرائهم حوله، ومدى فعاليته، ومحاولة إيجاد الحلول لتفادي آثاره السلبية على المجتمع. التعامل مع "كيك" مضيعة للوقت في البداية أخبرتنا منار هوساوي أنها تعرفت على موقع "الكيك" عن طريق المقاطع التي تعرض في نظيره ذو الشعبية اللامحدودة "تويتر"، وعلمت فيما بعد أنه موقع للتواصل الاجتماعي خاص بمقاطع الفيديو التي لا تتجاوز مدة عرضها عن 36 ثانية، وأن ما دعاها إلى الانضمام للبرنامج هو فضولها الشديد لمعرفة ماهية الموقع، مشيرة إلى أنها من المهتمات بمقاطع الفيديو ، واستطردت: في البداية لم أكن أجيد التعامل مع البرنامج حيث واجهت صعوبة في متابعة الأصدقاء وإضافة مقاطع الفيديو خاصتي لكن بعد ذلك اعتدت عليه. وعلى الرغم من أن منار تعد إحدى "الكيكرز" إلا أنها لم تقم حتى الآن بعرض أي فيديو يتضمن يومياتها واهتماماتها، تقول: فقط أشاهد ما يستهويني وأتابع تعليقات الأصدقاء، ومن الغريب أيضا أنها تعتبر التعامل مع كيك "مضيعة للوقت"، مبررة بقولها: ليس هناك أي عائد إيجابي يرجى من "الكيك" وذلك لتفاهة أغلب مقاطع الفيديو المعروضة وتدنيها عن المستوى الذوقي العام، فغالبيتها إما هزلية متدنية أو لا أخلاقية متمثلة في بعض السلوكيات الخاطئة، كما أنها تعكس صورة سلبية عن مجتمعنا وكأننا نعيش في سبات وفراغ قاتلين "على حد قولها" وما أثار دهشتها أكثر أن الحد الأقصى لمقطع الفيديو 36 ثانية "ومع ذلك نرى هذا الكم الهائل من السخافات والترهات". وسيلة تواصل جديدة وسهلة أما منصور حافظ أحد مستخدمي "الكيك"، اعتبره وسيلة تواصل جديدة وسهلة ، حيث انضم إليه مؤخرا لإيصال رسالة سامية يهدف منها توعية وتثقيف مجتمعه، وعلق "حافظ" على بعض المقاطع غير اللائقة والمنتشرة عبر "الكيك" قائلا: هذه المقاطع لا تمثل سوى رأي و أخلاق ناشرها و لكل وسيلة مضارها و ايجابياتها. "الكيك" موقع رائع وهادف فيما ترى ميعاد الزهراني أن إيجابية الموقع العائدة من انضمامها له وأهميته تكمن في وجود عدد من المقاطع المفيدة لبعض الشخصيات المشهورة، ولكنها أبدت استيائها الشديد عند سؤالها عن المقاطع الساخرة قائلة: للأسف أصبحت الفتيات منافسات للشباب في الانحلال الأخلاقي فالكثيرات منهن تأثرن وبشكل كبير بالفكر الغربي وباتت ثقافتهن الإسلامية "في الحضيض" (نسأل الله السلامة)، أما الشباب فكل واحد منهم يريد إبراز عضلاته من خلال ردوده الغريبة التي تنم عن سوء الاستخدام وقلة الاحترام، ومن ناحية الاستخدام ذكرت "الزهراني" أن "الكيك" موقع رائع وهادف، فمتى ما تم تناوله بالاستخدام السليم والطرح المثري والمتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا دون التعارض مع الأصول وإحداث الشبهات فيها متى ما عمت الفائدة. انعدام الوعي والتوجيه وتحدثت بشاير بن لكسر "لجازان نيوز" لافتة إلى أنه لا يوجد وعي كافي بماهية استخدام الموقع حيث اتضح من خلاله سطحية بعض الأشخاص وانحلالهم الأخلاقي وانسلاخهم عن عادات المجتمع وتقاليده، حتى وصل بالبعض من خلال ما ينشرونه إلى الاستهزاء بالدين، وتابعت: لاشك أننا جميعاً نحب "الضحك و الوناسة" ولكن ليس بهذه الطريقة، فمن الجميل أن نبحث عن المتعة والتسلية ضمن إطار نراعي فيه حدود شريعتنا أولاً من ثم أخلاقياتنا ثانياً، وتمنت "بن لكسر" من جميع مستخدمي "الكيك" وضع هذه النقطة بعين الاعتبار . و تضيف شاهدت مقطع لثلاث فتيات سعوديات يرقصن بطريقة مخجلة خادشة للحياء حتى أنه أصابني بالأسى، فالكل يعرف بأن المجتمع السعودي مجتمع راقي له مكانته بين الشعوب، فماذا سيتبادر لأذهان المشاهدين للمقطع عندما يرون عقلية وتصرفات بعض الفتيات، علينا أن نعي بأننا مجتمع إسلامي أخلاقي قبل المبادرة بنشر مثل هذه المقاطع التي تخدش سمعة الشعب السعودي فنحن أكبر و أرقى من ذلك . أغراض وأهداف متعددة من جانبها رأت معلمة الحاسب الآلي "نوف صباغ" أن أغراض استخدام "الكيك" متعددة لدى جميع الفئات العمرية فهناك أشخاص غرضهم نشر كل ما هو نافع ومفيد كالتوجيهات والنصائح بهدف أن تعم الفائدة على الجميع، وأشخاص غرضهم نشر المقاطع المخلة بالآداب والشريعة الإسلامية، وأشخاص لديهم وقت فراغ وغرضهم هو التسلية فقط . وحول تأثير البرنامج على سلوك الطالبات قالت "صباغ": من خبرتي المتواضعة في التعليم العام والتي لا تتجاوز الثلاث سنوات أرى أن سلوك الطالبات وخاصة في مرحله المراهقة - المرحلة المتوسطة و الثانوية - *يتأثر بطريقة سريعة جدا فبعض الطالبات في هذه المرحلة خاصة اللاتي يفتقدن إلى التوجيه الأسري، يملن إلى التقليد الأعمى بدون تفكير في عواقب الأمور أو دون النظر إلى مدى صحة السلوك المقلد . الجهل والرجعية وختمت حديثها "لجازان نيوز" بتأييدها لما استنكره البعض من أفعال مشينة يتم نقلها عبر المقاطع المنتشرة في "الكيك" ووصفهم لها بالجهل والرجعية خاصة فيما يتعلق بالمجتمع السعودي، وقالت: "إن ثقافة الشعوب في عصرنا الحالي يظهرها الإعلام ومعظم مقاطع الفيديو المتخلفة التي تنشر تنقل صورة غير صحيحة عن المجتمع السعودي فأغلب المقاطع التي شاهدتها تبرز المجتمع بطابع همجي وغير حضاري لا يفقه شيئا في النظام والاتيكيت والكلام، وهذا غير صحيح لأن الناس يختلفون عن بعضهم". جنون لا أخلاقي !! ومع كل ما يقابل "الكيك" من رواج وأهمية فائقة لدى البعض إلا أن شعبيته وانتشاره تحولت إلى نقطة لا تكاد تتضح في قاموس الإعلامي "صالح سالم"، فكل ما لحظه من بعض المقاطع التي تصل إليه هو أن الشباب العربي وصل إلى درجة الجنون اللا أخلاقي في كيفية الاستخدام والعرض، مبينا أن النسبة الأكبر من مستخدمي "الكيك" هم من الشباب العاطل الذي يتغيب بفكره عما يفيد به نفسه ومجتمعه، وأرجع السبب وراء ذلك إلى انعدام التربية والسلوكيات المنحرفة، وضعف التثقيف المجتمعي، كما صرح في حديثه "لجازان نيوز" عن رفضه الشديد للبرنامج متمنيا من الجهات الرقابية أن تعمل على حجبه لتفادي الآثار السلبية والسلوكيات الخاطئة الناتجة عن سوء الاستخدام. مقاطعة للواقع الاجتماعي في حين أكد المذيع "سليمان أحمد" بأن الموقع سيزيده عبئاً اجتماعياً في وقتُ بات يشعر فيه بأن مواقع التواصل الاجتماعي غدت تسهم في قطيعة حقيقية عن الواقع الاجتماعي الحقيقي رغم فائدة بعضها بلا شك، وأشار إلى أن المشكلة أصبحت تكمن في اعتبار "الكيك" سبباً للإدمان الافتراضي كغيره من مواقع التواصل الاجتماعي, وجميعها أدوات تكشف قيم وسلوكيات المجتمع، فبعد أن كانت تلك القيم والسلوكيات أسيرة جدران المنازل أصبحت متاحة للقراءة والمشاهدة عبر "الفيس بوك" و "تويتر" و "كيك" مؤخراً, كما فسر حالة الإحباط التي يجدها لدى البعض تجاه الكثير من المنشورات بأنها مخلة إما بأدب أو ذوق عام، "وليس المطلوب أن تكون المنشورات ذات قيمة علمية ولكن هناك ذوق عام من خلاله سيتم تقييم مستوى فكر الناشر". ويقول "سليمان": هناك العديد من الشرائح التي تستخدم البرنامج من مشاهير، لشباب مغمورين، و لكل شريحة مسبباتها في المشاركة و حسب رؤيتي فالمشاهير أغلب مقاطعهم فيها محاولة لإضافة العفوية و البساطة التي يشعرون بأنها غابت عنهم,لان أغلب لقاءاتهم رسمية, أما شرائح الشباب فاغلب مشاركاتهم محاولات استظراف و فكاهات و مواقف تحصل فيما بينهم وهذه الشريحة تعتبر أكثر قبولاً . تمرد غير مقبول..!! وذكر "المستشار الاجتماعي عبد الرحمن علي" بأن المقاطع اللا أخلاقية التي انتشرت مؤخراً في "الكيك " تدل على رفض أصحابها لعادات المجتمع و احتجاجهم على تقاليده، واصفا سلوكهم بالتمرد غير المقبول , ولفت إلا أنه على الرغم من وجود مقاطع جيدة و هادفة إلا أن المقاطع السيئة هي التي تنتشر أسرع من غيرها فتترك تباعا لذلك انطباعاً عاما لا يمثل الواقع ، مؤكدا في حديثه على أن التواصل المرئي والمسموع الذي يتيحه "الكيك" أكثرا تأثيرا من غيره على الأفراد. رسائل توعوية واجتماعية ونبه "عبدالرحمن" إلى أهمية "الكيك" في إيصال رسائل توعوية أو اجتماعية، وقال حاثا: إن دخول أفراد سلبيين لا يعني أن نمتنع عن منافستهم بالمادة الجيدة و إزاحتهم بالفكر السليم ، ونصيحتي لكل من لديه الرغبة في نشر المقاطع أن يبحث في هويته عن هواياته واهتماماته الشخصية ويطورها في مقاطع تنشر عبر "الكيك"، لتعم الفائدة وتصبح وسيلة تواصل اجتماعية مع الذين يحملون نفس الاهتمام, كما شدد على دعم الاستخدام الجيد للبرنامج و اقناع الشباب المثاليين والمؤسسات التربوية والخيرية للمشاركة فيه، للحد من الاستخدام السيئ قبل أن تستحوذ عليه الفئات المهمشة والحاقدة على المجتمع. يشار إلى أن دولة الامارات العربية المتحدة اتخدت اجراءاتها وحجبت الموقع . وتواصلت جازان نيوز مع مصدر موثوق رفض الكشف عن اسمه ان وزارة الاعلام ليس من مسؤولياتها حجب المواقع على الشبكة العنكبوتية , وأن الجهة المختصة المعنية بحجب المواقع هئية الاتصالات , وافاد المصدر أن الهيئة لديها علم بالموقع وتقوم حاليا حسب أحد مسؤوليها بالعمل على التعامل مع الموقع وسيتم دلك قريباً . 1