خيم الحزن على ثانوية سعيد بن جبير في حي كيلو 14 شرق جدة، برحيل الطالب عبدالله عاطي عطية الزهراني، الذي سقط في حفرة للصرف الصحي عقب انصرافه من المدرسة أول من أمس، وعبر زملاؤه عن ألمهم لفقدهم عبدالله الذي عرف عنه الأخلاق الحميدة والاجتهاد في تلقي العلم. واستغربوا عدم تحرك الجهات المختصة لإنهاء خطر الحفرة، خصوصا أنها ابتلعت قبل يومين من غرق الزهراني، زميلا لهم، بيد أنهم تمكنوا من إنقاذه قبل وفاته. وقال سيف العتيبي: الأسبوع الماضي سقط زميلنا محمد عسيري من الصف الأول ثانوي في الحفرة ذاتها، لكننا أنقذناه على الفور، وغطينا الحفرة بألواح خشبية، ولم نعلم أن القدر سيكون عقب يومين لزميلنا الزهراني أثناء خروجه من المدرسة متوجها لمنزلهم وحاولنا إنقاذه ولكن لم نستطع خصوصا أن عمق الحفرة يزيد على خمسة أمتار»، مشيرا إلى أن إدارة المدرسة أبلغت الدفاع المدني والجهات المعنية الأخرى. إلى ذلك، ذكر علي الشهري أنه التقى زميله الراحل الزهراني قبيل الطابور الصباحي وتبادلوا الأحاديث الدراسية والطرائف، مشيرا إلى أن الفقيد بعث بآخر رسالة على جهازه البلاك بيري وتضمنت «سليب أقوى شيء». بينما، بين سلطان العتيبي أن الفقيد الزهراني نقل من مدرسة كعب بن مالك إلى مدرسة سعيد بن جبيرة لإكمال الصف الثاني ثانوي (طبيعي) وكان من الطلبة المتميزين في درساته، لافتا إلى أن ما يؤلمه أنه شاهده قبيل الانصراف وبعدها بدقائق فوجئ بصراخ الطلاب في الواحدة ظهرا بغرقه. وأفاد العتيبي أن فرق الإنقاذ مكثت تشفط المياه من فتحة الصرف الصحي حتى الثالثة عصرا، ليتسنى لها النزول وانتشال الجثمان، مبينا أن غالبية الطلاب لم يذهبوا إلى المدرسة أمس، لتأثرهم بالحادثة ومنهم من ذهب لتشييع زميلهم في مكةالمكرمة، مستغربا عدم سد فتحة الصرف على الرغم من أن سعرها لا يتجاوز 50 ريالا. إلى ذلك، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر وسم «#حفرة_صرف_صحي_تبتلع_طالب_بجدة»، مطالبة بمحاسبة كل من قصر أو تسبب في هذه النهائية المأساوية التي آل إليها طالب الثانوية عبدالله الزهراني. وقال المغردون إن حوادث سقوط المواطنين في حفر الصرف الصحي باتت من الكثرة ما يؤكد إهمال المسؤولين عنها وضرورة محاسبتهم، وقالت مغردة تدعى ليلى: «بالأمس أب وابنه واليوم طالب».