نعم، كان نوما طويلا، كما وصفه الطالب الفقيد عبدالله الزهراني الذي توفي أول من أمس، إثر سقوطه في حفرة صرف صحي جنوبجدة، مودعا بانهمار قطرات المطر الغزير، ودموع أغزر ذرفتها أعين زملائه الذين كانوا يرافقونه في طريق العودة من المدرسة. "سليب أقوى شيء"، آخر عبارة ودع بها "الزهراني" أصدقاءه، في إشارة منه إلى أنه سينام في بيتهم طويلا، وليس سقوطا في غرفة الصرف المتهالك غطاؤها. يقول علي الشهري من أصدقاء الفقيد "أرسل لنا على الجوال رسالة "سليب أقوى شيء"، ويتابع عبدالرحمن المرزيق "بعد مشي عبدالله على الغطاء وانكساره، سقط فأسرع إليه أحمد الشهري، ولكن لعمق الحفرة لم يتمكن إلا من الإمساك بأطراف أصابعه، لكن دون جدوى، لأنه سقط". إلى ذلك، قطع أمير منطقة مكةالمكرمة إجازته أمس على خلفية الأضرار نتيجة الأمطار، وسينفذ جولة اليوم لتفقد الأماكن المتضررة. من جهتها، أكدت أمانة جدة أنها رصدت يومي السبت والأحد الماضيين نحو 426 موقعا حرجا لتجمع المياه. بدورهم تطوع عدد كبير من شباب حي "كيلو 14" بعد أن خذلتهم الجهات المختصة لتغطية فتحات الصرف الصحي في حيهم. وفي العاصمة المقدسة، أجمع عدد من الأهالي على أن الأمطار التي هطلت مؤخرا كشفت ضعف أعمال مشاريع تصريف السيول وعدم جدواها. "سليب أقوى شيء"، أو سأنام مطولا، آخر عبارة ودع بها الطالب"عبدالله الزهراني" ضحية حفرة الصرف الصحي جنوبجدة، أصدقاءه وزملاءه أمس، ولكن لم يعلم أن نومه سيكون أطول مما توقع، بعد أن سبقته مشيئة الله وذهب إلى جواره. بدموع الفقد روى زملاء عبدالله اللحظات الأخيرة قبل وداعه الأخير. طلق المحيا، وصاحب الوجه البشوش، وأوصاف أخرى ذكرها زملاء عبدالله ودموعهم تنحدر على وجناتهم لدى تذكر آخر اللحظات والتفاصيل التي عاشها زميلهم معهم قبل أن يفاجئهم بالموت أمام أعينهم. الحزن سيد الموقف في اليوم التالي لوفاة عبدالله في مدرسته بعد أن تغيب عدد كبير من طلاب مدرسة سعيد بن جبير، إذ لم يأت إلى المدرسة إلا 5 أو 6 طلاب من كل فصل، ويقول علي حسن الشهري من أصدقاء المتوفى، إن عبدالله قام بأداء صلاة الظهر بالمدرسة، وكان طلق المحيا بوجه مبتسم يقابل به كل زملائه، ثم أرسل بعد الصلاة لأصدقائه على الجوال رسالة "سليب أقوى شيء"، قبل يخرج من المدرسة للموت عبر الوقوع بالخطأ في الحفرة الواقعة بجانب باب المدرسة، ويشير علي إلى أن الحفرة "غطاؤها مصدّي ومتهالك". عبدالرحمن المرزيق صديق لعبدالله، يضيف أنه بعد وقوع زميله على الغطاء وانكساره، سقط عبدالله فأسرع إليه الطالب أحمد الشهري محاولا إنقاذه ولكن لعمق الحفرة لم يتمكن إلا مسك أطراف أصابع عبدالله وهو حي يحركها بعد ذلك انطلق إلى مدير المدرسة للإبلاغ عن سقوطه، ويضيف علي الشهري أن بعض الطلاب قاموا بإنزال أعمدة خشبية للطالب عبر عدة محاولات، ولكن دون جدوى حتى وصل الدفاع المدني بعد نحو عشر دقائق من البلاغ. الطالب عبده الشهري، أوضح أن عمق الحفرة يصل إلى 5 أمتار وعرضها 8 أمتار ويضيف، "مدرستنا حازت على المركز الأول وأحسن مدرسة في النشاط بشرق جدة، فلماذا هي المركز الأخير في السلامة"، مشيرا إلى أن الدفاع المدني منذ ثلاث سنوات يعمل تقريرا بأن المدرسة في حالة جيدة، ولا توجد مشاكل من ناحية السلامة".