"سليب أقوى شيء"، أو سأنام مطولا، آخر عبارة ودع بها الطالب"عبدالله الزهراني" ضحية حفرة الصرف الصحي جنوبجدة، أصدقاءه وزملاءه ، ولكن لم يعلم أن نومه سيكون أطول مما توقع، بعد أن سبقته مشيئة الله وذهب إلى جواره. بدموع الفقد روى زملاء عبدالله اللحظات الأخيرة قبل وداعه الأخير. طلق المحيا، وصاحب الوجه البشوش، وأوصاف أخرى ذكرها زملاء عبدالله ودموعهم تنحدر على وجناتهم لدى تذكر آخر اللحظات والتفاصيل التي عاشها زميلهم معهم قبل أن يفاجئهم بالموت أمام أعينهم. الحزن سيد الموقف في اليوم التالي لوفاة عبدالله في مدرسته بعد أن تغيب عدد كبير من طلاب مدرسة سعيد بن جبير، إذ لم يأت إلى المدرسة إلا 5 أو 6 طلاب من كل فصل وبحسب صحيفة الوطن يقول علي حسن الشهري من أصدقاء المتوفى، إن عبدالله قام بأداء صلاة الظهر بالمدرسة، وكان طلق المحيا بوجه مبتسم يقابل به كل زملائه، ثم أرسل بعد الصلاة لأصدقائه على الجوال رسالة "سليب أقوى شيء"، قبل يخرج من المدرسة للموت عبر الوقوع بالخطأ في الحفرة الواقعة بجانب باب المدرسة، ويشير علي إلى أن الحفرة "غطاؤها مصدّي ومتهالك". عبدالرحمن المرزيق صديق لعبدالله، يضيف أنه بعد وقوع زميله على الغطاء وانكساره، سقط عبدالله فأسرع إليه الطالب أحمد الشهري محاولا إنقاذه ولكن لعمق الحفرة لم يتمكن إلا مسك أطراف أصابع عبدالله وهو حي يحركها بعد ذلك انطلق إلى مدير المدرسة للإبلاغ عن سقوطه، ويضيف علي الشهري أن بعض الطلاب قاموا بإنزال أعمدة خشبية للطالب عبر عدة محاولات، ولكن دون جدوى حتى وصل الدفاع المدني بعد نحو عشر دقائق من البلاغ. الطالب عبده الشهري، أوضح أن عمق الحفرة يصل إلى 5 أمتار وعرضها 8 أمتار ويضيف، "مدرستنا حازت على المركز الأول وأحسن مدرسة في النشاط بشرق جدة، فلماذا هي المركز الأخير في السلامة"، مشيرا إلى أن الدفاع المدني منذ ثلاث سنوات يعمل تقريرا بأن المدرسة في حالة جيدة، ولا توجد مشاكل من ناحية السلامة".