وقف محمد المسعودي أمام بوابة منزله في مكةالمكرمة ومد بصره نحو ركام النفايات التي ظلت في مكانها منذ يومين فتكدست وتحللت وانتشرت رائحتها في فضاء الحي. وأجمع عدد من سكان العاصمة المقدسة أن هذا المشهد يتكرر بين الحين والآخر نتيجة لتوقف عمال النظافة عن أداء المهمات المنوطة بهم بسبب عدم تسلمهم لرواتبهم من الشركة المكلفة بمشروع النظافة أو انتقال مهام نظافة مكة لشركة بديلة. وأوضح الأهالي أنهم يعانون في مثل هذه الحالات، مؤكدين في نفس الوقت أن شوارع العاصمة المقدسة تشهد هذه الأيام تكدسا في حاويات النفايات. «عكاظ» تجولت في بعض أحياء العاصمة المقدسة واطلعت على واقع أعمال النظافة في النكاسة والمسفلة والهنداوية ومناطق أخرى من أطراف مكة كالنوارية والتنعيم والبحيرات والفيحاء وأجمع الأهالي على تكدس النفايات في الحاويات والتي على حد قولهم أصبحت غير قادرة على استيعاب المزيد منها مما جعلها عرضة للعمالة السائبة وللحيوانات والتي تنبشها وتزيد الطين بلة. بداية، قال أحمد البلادي إنه لم يشاهد عمال النظافة منذ عدة أيام وأن هناك تذمرا من سكان الأحياء من سوء أداء العمال وغيابهم لعدة أيام. واستطرد البلادي بقوله «رغم الاتصالات المتكررة على عمليات الأمانة لاحتواء المشهد إلا أن الوضع ما زال على حالة»، داعيا إلى ضرورة مراقبة النظافة العامة داخل الأحياء الشعبية وسرعة رفع النفايات قبل حدوث كارثة بيئية لا يحمد عقباها وفي نفس الاتجاه قال معيض السلمي هناك غياب كامل لأعمال وعمال النظافة وقد سمعنا عن أخبار عقود أبرمتها أمانة العاصمة المقدسة مع مجموعة من الشركات مؤخرا ولكن هناك قصورا كبيرا في مجال نظافة الأحياء. وأضاف أن النفايات تزحم جميع الأحياء الشعبية والجديدة في مكةالمكرمة موضحا أن هناك أحياء شعبية لم تصلها شركات النظافة مؤكدا أن بوسع أمانة العاصمة المقدسة تدارك هذا الأمر في المرات المقبلة ووضع خطة للطوارئ في مثل هذه الحالات. وختم السلمي بقوله: أخشى من انتشار الحشرات الضارة خاصة ونحن على مشارف موسم الشتاء وتزامن انتشار فيروس كورونا. أما المواطن محمد الحربي فقال إن العاصمة المقدسة دائما ما تشهد هذه الأزمات وخاصة عند توقف العمال عن العمل بسبب مشكلة مع العاملين بها أو عند المراحل الانتقالية بين شركات النظافة. وأضاف بقوله «يجب محاسبة المسؤولين عن تدهور نظافة العاصمة المقدسة»، موضحا أن مشهد هذه الأيام يعيد للأذهان أزمة النفايات قبل عدة سنوات عندما قام المواطنون بتحمل مسؤولية النظافة بأنفسهم وبجيوبهم الخاصة. من جهته، قال المتحدث الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني إن نظافة العاصمة المقدسة تمر هذه الأيام بمرحلة انتقالية بين شركات النظافة السابقة واللاحقة لمشروع نظافة مكةالمكرمة، لافتا إلى أن هناك فرقاً من مفتشي الأمانة يقومون بجولات على الكثير من أحياء مكةالمكرمة العشوائية والمخططات لرصد وتقييم مستوى النظافة فيها مؤكدا أن هذه تعتبر إشكالية سيتم تجاوزها.