من «لا يتقدم.. يتقادم» مقولة رائعة ل«وارين بينيس» تستحق التطبيق على جميع أوجه الحياة، فاليوم الذي لا يتقدم إلى الأمام هذا يعني أنه يتراجع إلى الوراء.. والعالم أفرادا ومؤسسات حكومية أو خاصة أو دولا يتسابقون بخطوات متسارعة إلى الأمام بغية الوصول إلى القمة، في شتى الميادين العلمية والصناعية والاقتصادية والحضارية، فضلا عن التنافس في تقييم الخدمات وغيرها في المجالات المختلفة. إلا أنه وللأسف أصبح التقادم لدى البعض وكأنهم يتسابقون للوصول إلى المؤخرة في تكرار مبتذل سئمت منه النفوس ولم يقتصر تأثيره على أنفسهم، بل نال المواطن نصيب منه، حتى أصبحت تطلعات المواطن أحيانا أكبر بكثير من قدرات وتطلعات بعض المسؤولين في الأجهزة الحكومية والشركات على الرغم من الدعم اللامحدود من قبل حكومتنا الرشيدة، فهم عبارة عن سنة مكررة لعدد من السنوات، قد تتجاوز أحيانا ربع قرن من الزمن تقل أو تكثر. وأريد أن أوجه سؤالا لكل واحد منا: ماذا عملت لنفسك ووطنك خلال عام؟ ما أهم 10 إنجازات تستحق الذكر ويمكن للجميع معرفتها والحكم عليها؟ أخشى أن تكون الصفحات بيضاء ناصعة!! على النقيض من ذلك، هناك نماذج رائعة للتطور والتقدم في الأجهزة الحكومية سوف يسطرها التاريخ بحروف من ذهب، وكنموذج لذلك وزارة التجارة والصناعة، فمنذ تولي معالي الدكتور توفيق الربيعة قيادتها بث فيها روح التطور والتغيير، والجميع شعر بذلك واستفاد من خدماتها، وعلى الرغم من تحجج بعض المسؤولين بالبيروقراطية الحكومية، إلا أن الإنسان الناجح الجاد في التطوير يسخر كل الإمكانيات للنجاح ويتحقق له ذلك. أما على مستوى الشركات الرائدة في التقدم والتطور، فهناك الكثر والكثير، وتأتي شركة أرامكو السعودية كأفضل نموذج، حيث لم يقتصر النجاح والتميز في مجالها الأساسي وهو البترول، بل تجاوز في قطاعات بعيدة كل البعد عن مجالاتها، وهنا تتجلى الإدارة الناجحة المتميزة والكوادر المؤهلة والأنظمة التي تساعد على الإبداع، وفي كل مرة تختبر كفاءتها وتنجح بتميز واقتدار، وقد كانت البداية عندما تم تكليف أرامكو ببناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وأسندت المهمة إلى فريق سعودي 100%، وبعد إنجاز المهمة بنجاح في وقت قياسي، بالرغم من عدم وجود علاقة للشركة في هذا المجال، عززت ثقة الدولة والمواطن بأرامكو السعودية، تلتها تكليفها ببناء جوهرة الملاعب مدينة الملك عبدالله الرياضية، ومدينة جازان الاقتصادية، ومشروع تصريف السيول بمدينة جدة، والتعاون مع وزارة الصحة في القضاء على كورونا، وأخيرا أسند إليها بناء 11 ملعبا في مناطق المملكة المختلفة، والهشتاق الأخير مطالبة عدد من المواطنين بتولي أرامكو حل مشكلة الإسكان، لهو فخر لكل مواطن على هذه الثقة بهذه الشركة، واليوم أرامكو السعودية أصبحت نموذجا يحتذى به للتميز والإبداع في شتى الميادين، ليس على مستوى المملكة فحسب، بل على مستوى العالم. إن كل إنسان، سواء كان مسؤولا أو موظفا، يملك من القدرات والمهارات الكثير، ولكن المهم الاستفادة منها وتسخيرها لتطوير حياتنا ومجتمعنا بما ينعكس إيجابا على مستقبلنا ومستقبل مملكتنا، وإعادة النظر في منهج الحياة اليومي والسير في الطرق المستقيمة التي توصل للهدف وعدم السير في الطرق الجانبية التي تضلل الهدف! هناك من يحسبون الدقائق والساعات لإنهاء أعمالهم، وآخرون يسجل التاريخ السنين عليهم.. وهنا يأتي السؤال الأهم: هل نحن نتجه إلى القمة؟ هل نحن سنة مكررة لعدد من السنوات أم نماذج يحتذى بها؟ الإجابة لديكم!!