ليس هناك شك في ان مشاركة المملكة في قمة مجموعة العشرين يعكس ليس فقط مكانتها الدولية الرفيعة ودروها الريادي على المستوى الدولي سواء لتعزيز الامن والسلم الدولي بل حيال مشاركتها الفاعلة في صناعة القرار السياسي الاقتصادي العالمي، انطلاقا من جهودها الدولية الرامية لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في المحيط العربي والاقليمي والدولي وصياغة نظام اقتصادي عالمي، يسهم في تحقيق هدف مجموعة الدول العشرين، المتمثل في تشجيع النمو القوي والمتوازن والمستدام، في إطار المحافظة على مصالح جميع الدول المتقدمة والنامية على حد سواء والحرص على ايجاد حلول عادلة وشاملة للأزمات التي تشهدها العالم. وليس هناك شك ايضا ان صوت المملكة اصبح مسموعا ومؤثرا على الصعيد العالمي، هذا الصوت الذي يصدح دائما بالحق والعدل وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال والتسامح ونبذ الارهاب والتشدد ورفض الفكر الطائفي المقيت والسعي لتعزيز الامن والسلم العالمي. ومن المؤكد ان جدول اعمال مجموعة العشرين يتضمن مسائل وقضايا عالمية سياسية واقتصادية هامة، في مقدمتها مسألة تعزيز الاقتصاد العالمي، بيد ان القمة ستكون فرصة هامة لمناقشة قضايا وازمات المنطقة حيث ان المملكة كانت ولا تزال حريصة على ايجاد حل عادل وشامل لأزمة الشرق الاوسط وجادة في اجتثاث الارهاب والقوى الظلامية التي تريد ان تبث الفردقة والتشرذم في اوساط الامة العربية. ووجود المملكة بوزنها السياسي والاقتصادي سيساهم في نقل قضايا الامة في المناقشات التي ستتم في القمة او من خلال اللقاءات الهامشية. إن مشاركة المملكة في قمم العشرين بانتظام تعكس اهميتها، وتحملنا امانة كبيرة كمسؤولين عن اللجنة الاستراتيجية لتحالف شباب اعمال دول العشرين لريادة الاعمال التي تضم في عضويتها كلا من الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وكوريا الجنوبية والبرازيل واستراليا والهند وتركيا وجنوب أفريقيا والمكسيك حيث يعتبر صندوق المئوية مؤسسا لهذا التحالف الذي يتكون من منظمات ريادة الأعمال غير الحكومية يمثلون أكثر من 500.000 رائد أعمال شباب في مختلف بلدان الG20 والاتحاد الأوروبي من أجل توفير البيئة المناسبة لرواد الأعمال وارسال رسائل السلام للعالم. هذا التحالف العالمي الذي عقد عدة اجتماعات في موسكو متوازية مع انعقاد قمم مجموعة العشرين، يعمل على رفع مكانة المملكة دوليا ويحظى بدعم منقطع النظير من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية رئيس مجلس أمناء صندوق المئوية وهو الحريص على خدمة الشباب ودعم رواد الأعمال في تحالف شباب الأعمال لمجموعة العشرين، خاصة ان قمة تحالف شباب قمة العشرين عقدت اجتماعا في سيدني العام الحالي والتي تم التحضير لها في الرياض خرجت بالعديد من التوصيات كان من أهمها إصلاح النظام المالي العالمي وتسهيل الحصول على رأس المال، وتطوير منهجية المؤسسات المالية لتوفير التمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة حيث تم طرح هذه التوصيات على قمة استراليا وكان عدد المشاركين الشباب من المملكة ودول الخليج هو الأكبر بين الوفود المشاركة من باقي دول المجموعة البالغ عددها 30. وكخلاصة نقول إن المملكة عندما تشارك في قمة العشرين فهي تحمل رسالة السلام والوسطية والاعتدال ونبذ الارهاب والتطرف والفكر الطائفي وتقول للعالم «نحن مع السلام العالمي».