التعازي أولا لذوي شهيدي الواجب وذوي المواطنين ضحايا الاعتداء الإرهابي في قرية الدالوة. وحقيقة يصعب الكلام ويعظم الألم من تلك الجريمة الغادرة، بل كل إرهاب يستهدف أي مجتمع إنساني، ونحمد الله على عافية ورسوخ النسيج الوطني، ويقظة وقدرة أجهزة الأمن ورجاله المخلصين الذين واجهوا عناصر الشر بسرعة وبسالة وبالتزامن في 6 مدن وقدموا تضحيات غالية فور وقوع الجريمة، وتعاون المواطنين في كشف خلايا وعناصر الشر والإفساد. إن وحدة أبناء الوطن راسخة كوحدة أرضه وهويته، وهي بفضل الله بخير وعصية على كل حاقد وماكر وكل شر يتربص بنا لشق الصف، وهذا التلاحم أكدته حالة الغضب والتنديد الشعبي العام من كل المكون المجتمعي، وبيانات هيئة كبار العلماء وسماحة المفتي العام وعلماء ورجال الأحساء، وهي رسالة مهمة لصوت العقل بأن بلادنا فوق الآلام وأقوى من كل محاولات الشر والوقيعة، لكن التحديات جسام تفرض المزيد من الوعي الوطني لوأد شرر الإرهاب السرطاني، المتطاير في كل اتجاه من دول عربية دخلت للأسف مرحلة الفشل والانهيار، كحال سوريا والعراق واليمن وليبيا، وتعقيدات هذا الوضع الإقليمي الأخطر في تاريخ الأمة والمنطقة. لهذا، نقول حان وقت الفرز الواضح والحسم الرادع لدعاة الفتنة وأبواقها، أيا كانوا وتحت أي مسمى، ممن عميت بصائرهم بهذا الضلال الذين قال فيهم الحق تبارك وتعالى (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا). للأسف، بعض الذين تسللوا لمناطق الصراع وانضمامهم لجماعات إرهابية مجرمة، هم ممن خضعوا للمناصحة ثم انقلبوا عليها، وهذا يعكس المكر والخداع من عقول غلف لا صلاح يرجى منها، ونثمن عاليا هنا الجهود والنجاحات الأمنية والتضحيات الأغلى في سبيل حماية بلادنا ومجتمعنا من شرور الإرهاب والجريمة بكل أساليبها وأشكالها. نعم، حان الوقت للحزم والوعي أكثر وأكثر بخطورة أصوات الفتنة، الظاهر منها والمبطن، ممن يبثون سموم جاهليتهم من بعض المنابر وفضائيات وشبكات التواصل. حان الوقت لدور استثنائي من الدعوة ووسائل الإعلام والتعليم ومن الأسرة؛ لتحصين الأجيال بتعاليم الإسلام السمح وقيم الحوار والتسامح، وإعلاء روح المواطنة وروح التعاضد.. دور استثنائي يجعل المجتمع أكثر استنفارا لصون وطننا ومكتسباتنا من إفساد المفسدين ومكر الماكرين. حفظ الله بلادنا من كل شر وسوء، ورد كيد الكائدين إلى نحورهم.