ولي الأمر حفظه الله، عندما خاطب العلماء (فيكم كسل) إنما وضعهم بصدق وحزم أمام مسؤولياتهم الدقيقة في ظل الأحداث الخطيرة في المنطقة، وتكالب جماعات تكفيرية ضيعت دولا وشردت شعوبا وزجت بها في مهالك لا يعلم مداها إلا الله، والقادم أسوأ طالما بقيت تلك الجماعات الفاقدة لأبسط تعاليم الدين السمح وعديمة الإنسانية، في إشعال شرور الفتن باسم الدين، والإسلام الحنيف منها براء. هذا القصور في دور العلماء ومؤسسات المجتمع بدءا من الأسرة وفوضى شبكات التواصل على مستوى الأمة كلها، ترك الساحة خالية لمن في قلوبهم مرض وأغراض دنيئة، ليضللوا البشر عبر منابر دعوة ووسائل إعلام إلكتروني وشبكات تواصل إرهابية وتحريضية تستعر بنار الفتنة، وتبرر الإرهاب زورا وكذبا باسم الجهاد، والدعاء للقتلة المفسدين بالنصر، دون رادع من دين ولا ضمير ولا رحمة بحق عشرات الآلاف من الضحايا قتلا وذبحا وتشريدا لأطفال ونساء ورجال من أبناء البلد الواحد وحتى الدين الواحد وغيرهم، بل رأينا التكفيريين من كل حدب وصوب وبكل اللغات يقتلون العربي المسلم وغير المسلم على أرض العرب.. ما يؤلم ويؤسف له حقا، بشاعة الإساءة للإسلام الحنيف من المحسوبين عليه كذبا ونفاقا، فقد أصبح (الإسلام والجهاد) مقترنين بجرائم هؤلاء الإرهابيين وخطاب المحرضين ليلوكه العالم في مختلف وسائل الإعلام وتصريحات رؤساء ومسؤولين بكل اللغات، لذلك فمسؤولية العلماء عظيمة وكل مؤسسات الإعلام والتربية والأسرة، والتأكيد على أن من ينضم لتلك التنظيمات الإرهابية، ومن يحمل الأفكار المضللة ويروج لها، هم بالفعل (أعداء الدين) كما قال سماحة المفتي العام، بل هم أعداء الإنسانية لا دين لهم ولا وطن. ومن يتعاطفون جهلا مع هذا الغي إنما يسلمون عقولهم وآذانهم للعدو الأخطر على الدين وعلى الأوطان والإنسانية، فكيف بالإنسان المسلم الصادق أن لا يعقل ولا يتدبر كلام الله المبين والهدي النبوي الشريف بتحريم القتل إلا بالحق، وكيف للبعض أن يستسلم كالقطيع لمكر الماكرين أعداء الأوطان والدين. بالفعل حري بمروجي الفتنة وتجارها، أن يأتوا ببرهانهم كقدوة (إن كانوا صادقين) ويدفعوا بأبنائهم إلى مواطن القتال وساحات الهلاك الجماعي قاتلين أو مقتولين؟! فلماذا يغررون بأبناء غيرهم ويسترخصون دماءهم، بينما هم وأولادهم في النعيم يرفلون. حقا إنهم مجرمون فكرا وسبيلا، وشركاء في الفتنة ومخالب ذئاب الشر والإرهاب! فمتى يستيقظ خطاب العقل وإحياء الوعي؟.