اقترح عدد من أولياء الأمور إنشاء مؤسسات تلجأ إليها الفتيات لتزويجهن عندما يرفض ولي أمرها ذلك بدون سبب مقنع، مؤكدين أن هذا الإجراء إذا تبنته إحدى الجهات سيحسم الكثير من المغالاة في طلب المهور من الشباب المقبلين على الزواج؛ كونه يعد من أكبر المعوقات التي تقف حائلا بينهم وبين إكمال نصف دينهم، معتبرين وجود مليوني عانس «وفقا للإحصاءات غير الرسمية» رقم مخيف ومرعب ومن أبرز أسباب تفشي تلك الظاهرة وخطر يهدد المجتمع. واعتبر علي مجدوع (يعمل في أحد القطاعات الحكومية) أن العنوسة من المشكلات الاجتماعية المدمرة لنفسيات الفتيات والمؤرقة لهن وهاجس مرعب للمجتمع، مناشدا الآباء أن يخافوا الله في بناتهم بالتخفيف من المهور على الشباب وعدم المبالغة فيها، داعيا أئمة المساجد والخطباء التطرق لهذة المشكلة في خطب الجمعة والمحاضرات. ورى محمد عبدالهادي «تربوي» أن مليوني عانس أمر في غاية الخطورة، ويسبب خللا في الأمن الاجتماعي وستكون له انعكاسات سلبية، مضيفا: «لكي نقضي على العنوسة يجب العمل بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم (أكثر النساء بركة أيسرهن مؤونة)». ووصف سعد فلاح العنوسة ب«الكابوس المرعب» لكل الفتيات، مبديا خشيته من تناميها، مؤكدا أن بعض المنازل فيها عدد كبير من الفتيات التي كانت عقبة المبالغة في المهور عائقا بينهن وبين الزواج، عازيا ذلك إلى تعنت الأب الذي كان من المفترض أن يضع سعادة وستر واستقرار ابنته في المقام الأول. نائب قرى الأعاسرة ببني عمرو محمد بن عبدالرحمن بن سليمان أشاد بكل أسرة يسرت على من طرق بابها خاطبا من حيث عدم تعجيز الشاب المؤهل للزواج بمبالغتها في المهر والذهب وحفل الزفاف لأن الشباب ليسوا جميعا قادرين على تلبية تلك الشروط التي تفوق المعقول. وأوضح بن سليمان بأنه تم إقرار وثيقة خاصة بالمهور والزواج خاصة بقرى الأعاسرة وقبيلة عضيدات ببني عمرو شمال النماص وتتضمن تخفيض المهر إلى 20 ألف ريال للبكر شاملة الذهب الخاص بالزوجة للخطبة والزواج ومبلغ 3000 تحت مسمى (شنطة الخطبة) فيما يبلغ مهر الثيب 15 ألف ريال شاملة الذهب الخاص بالخطبة والزواج ومبلغ 3000 شنطة الخطبة. وبين بن سليمان أن الوثيقة تم العمل بها منذ عام 1425ه وكان لها دور بارز في التيسير على الشباب في أمور زواجهم وتحقق الهدف المنشود وهو تخفيف الأعباء على الشباب لإكمال نصف دينهم وعدم فتح المجال للمبالغة في طلب المهور وهو ما حث عليه ديننا الحنيف وأوصانا به الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. عبدالرحمن صالح (معلم) أشاد بكل أب يقوم بتسهيل قيمة المهر على من ارتضاه زوجا لابنته، مؤكدا أن تيسير أمور الزواج على الشباب هو تيسير لحياة الفتيات مع أزواجهن بعيدا عن القروض والديون التي قد تعتبر من منغصات الحياة الزوجية، مطالبا بخطط للتوعية من هذه الظاهرة، ولاسيما في ظل ارتفاع نسبة العنوسة وتأخر سن الزواج بين الفتيات.