مرحلة المراهقة عبارة نطلقها لمن دخل في مرحلة البلوغ، والتي تراوح ما بين الثالثة عشرة والخامسة عشرة وهذه المرحلة تحدد غالباً توجهات الشبان وميولهم وتصقل شخصياتهم. اعتدنا على وصف «المراهقة» بأنها مرحلة «طيش وتخبط» في حياة الشاب، وبالتالي وبمجرد أن يصبح الشاب في هذه المرحلة يبدأ بممارسة الأخطاء والفوضوية بلا مبالاة، فكل أخطاؤه مبررة لأنه «مراهق» فيبدأ بتدخين السجائر، ومغازلة الفتيات، وترك الصلوات، وإهمال الدراسة، وكل هذا تحت ذريعة «المراهقة». المختصون في «علم النفس» في عالمنا العربي كان لهم النصيب الأكبر في ترسيخ مفهوم «المراهقة» من خلال كتبهم، والتي لا تعدو كونها «ترجمة حرفية» لكتب أخصائيين غربيين، دون مراعاة لاختلاف الثقافة والتنشئة والأخلاقيات، رغم ان الدين الإسلامي يعتبر هذه المرحلة «مرحلة التكليف» فالصبي متى ما بانت عليه أمارات البلوغ صار «مكلفا» ووكل به ملكان عن يمين وشمال، يحصيان عليه أقواله وأفعاله وتصرفاته. إن ترسيخ مفهوم «التكليف» جعل من «مراهقي» الأسلاف قادة للجيوش، وأمراء دول، ونواب ملوك، وعلماء، وكتابا، وحفاظا. بينما مفهوم «المراهقة» رسخ فينا الخمول والاتكالية والدعة والكسل، وجعل «المراهق» يرتكب الأخطاء وعنده شماعة جاهزة لتعليقها عليها. عندما يكبر الصبي ويبدأ يشعر بأنه صار شخصا مكلفا، مسؤولا، محاسبا، سيشعر بأهميته ومكانته، وبالتالي سيحرص على فعل المحمودات واجتناب المذمومات، لكيلا يوصف بأنه عديم المسؤولية! بينما وصف «المراهق» يشعره بنوع من التهاون والتغاضي، وأن كل شيء سيصدر منه مقبول ومعذور، وسيمر بلا حسيب ولا رقيب، مما ينشئ قدرا ليس بالهين من اللا مبالاة، وعدم الاكتراث! وختاما: عليك أيها المربي الفاضل أيا كنت: أبا أو أخا أو معلما أو إماما، أن تختار: إما أن تدفع لأمتك «شابا مراهقا» أو «شابا مكلفا».