انتهى موسم الحج بخير والحمد لله، ونجحت معظم قطاعاتنا الحكومية والأهلية العاملة بالحج في أداء أدوارها الرائعة، نبارك لهم ولنا انتهاء الموسم بخير، وندعو الله أن يعود الحجاج سالمين غانمين إلى ديارهم. وشكرا مخصوصا وحمدا لله تعالى أن قابلنا التحدي الصحي هذا العام برغم انتشار عدة أوبئة، لعل أخطرها آخرها «إيبولا»، فالتهنئة خالصة لرجال وزارة الصحة لجهودهم المقدرة جعلها الله في ميزان حسناتهم. غير أن هذا الموسم تميز بدور رجال الأمن، وأقصد تحديدا العاملين في الميدان من جنود وأفراد فنالوا قصب السبق واستحقوا وسام التقدير الذي قلدهم إياه، لا أقول قادتهم وإعلامنا وحسب، بل حتى برلمان المواطنين المتمثل في وسيلة التواصل الاجتماعي «تويتر»، فقد أشاد كثيرون بجهود هؤلاء الجنود في إنسانيتهم وتعاملهم الراقي أثناء أكثر المواقف حدة وتأزما في الحج، والحقيقة قد فاضت كل وسائل التواصل الاجتماعي بصور فوتوغرافية وفيديوهات شتى عن إنسانية هؤلاء الأفراد وحسن تعاملهم مع الحجاج. ورغم أني بطبعي لا أحب الدرك لكثرة ما ارتبط ببعضهم من صلافة وجلافة، إلا أن هذا لا يعني عدم تقديري لعملهم وجهدهم، وأقصد بالدرك هنا رجال الأمن والمرور وخلافه، أما عسكر الحدود والجيش والدفاع عن الوطن، فهؤلاء لهم تقديرهم العالي وحبهم المفروض. كم كان مبهجا منظر ذلك الجندي الذي حمل حاجا عجوزا على ظهره يجتاز به الزحام، كم كان مفرحا منظر الجندي الآخر الذي أخذ يرش الحجاج بالماء من قوارير ربما اشتراها من حسابه، وثالث حمل رضيعا عن أمه، ورابع أعان حاجة على الرمي، صور كثيرة لا يمكن حصرها، فلهم جميعا أرفع التحية العسكرية وإن كنت مدنيا. لن أدع جملة حوادث فردية طار بها من يحاول تعكير الماء للصيد فيه، أن تقلل فرحتي بنجاح الموسم، ولا أقصد هنا عدم تنظيم الحشود عند محطات قطار المشاعر، فهذه سلبية تتكرر كل عام، ولا بد لها من حلول جذرية، ولا أقصد ظاهرة الافتراش وقد تحدثت عنها سابقا وقرأت مؤخرا أن الوزير «وعد» بحلها جذريا، ولعله يفعل ذلك بدون تشكيل اللجان العتيدة، إنما أقصد الحادثة الفردية أو التصرف الجلف الفردي لجندي ميدان مع حاج وزوجته، لا شك أن ذلك التصرف آلم الجميع، وأجدها فرصة للسؤال عن قوة الحج والمواسم القديمة، ربما تغير اسمها، لكن لم لا تكون للحج قوة أمنية خاصة يعطى أفرادها دورات خاصة في التعامل مع الحشود وكيفية العمل تحت الضغوط.