وانتهى حج هذا العام كأكبر حدث سنوي يلتقي فيه أكثر من مليوني إنسان في مكان واحد يؤدون مناسك وأعمالاً مخصوصة في وقت مخصوص جاءوا من كل حدب وصوب وعادوا إلى بلادهم سالمين غانمين ولا نملك هنا في هذه الأيام من مشاعر إلا شكر الله على نعمه التي أنعم بها علينا أفراداً وجماعات وعلى بلادنا بأن يسر لها خدمة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار للحرمين الشريفين. كما ندعوه عز وجل أن يعز الإسلام والمسلمين وديار الإسلام ويجعلها هانئة مستقرة عزيزة في عيشها آمنة في مجتمعاتها وأن يحفظ لنا قيادتنا ويجزيها خير الجزاء على ما قدمته وتقدمه لخدمة الحرمين الشريفين والمسلمين في كل مكان، والحج كونه عبادة هو انعكاس ورسالة يحملها كل حاج عندما يعود لبلاده تتوج الأفعال التي قدمتها المملكة ورآها الحجاج رأي العين في المشاعر وفي الحرمين الشريفين من توسعات تمت وأخرى قائمة ومن خدمة وسقيا وتسهيل سخر له الإمكانات المادية والبشرية في منظومة شملت كل قطاعات الدولة ومرافقها. تبادلنا التهاني في نهاية الموسم وعاد كل قطاع إلى مقره وعاد العاملون في الحج إلى أهلهم مأجورين، وهذا أمر جميل وجهد مشكور لا ينكره إلا مكابر أو حاقد، وفي نفس الوقت لا ننكر وجود بعض القصور أو بعض الخلل ولا ينفيه إلا مقصر أو منافق ومناقشة ذلك مطلوب بل وأمر صحي ومظهر حضاري لنأخذ بعض الأمثلة المتكررة والتي لا تقلل من الجهد العام لكن تفاديها فيه خدمة أكبر: لماذا الحملات الوهمية موجودة حتى الآن ومتكرر حدوثها وتعترف بها الوزارة كل عام وهذا يعني أن الرادع ليس جاداً وإلا لن يخاطر أحد بنفسه وماله إلا من أمن العقاب. مثال آخر حركة المرور مازالت العنصر الأهم في تعطل حركة بعض الحجاج وتوزيع التهم وتقاذف المسؤوليات لن يوجد الحل ويستلزم قوة أكبر من الجهات المباشرة. أيضا جميل أن نرى ثلاثة من رجال العسكريه يأخذون بيد امرأة مسنة لترمي الجمرات ولكن ماذا يعني ذلك هل خصص لكل مسن من يساعده أم ان إيجاد مسار خاص للمسنين يفي بالغرض. وهناك -أيضاً- ملاحظات للجهات الرقابية وتقصير من جانب أو آخر كما هي الطبيعة البشرية ولكن القصور أينما وجد يجب مناقشته وملاحقته ومحاسبة المتسبب فيه سواء كانو أشخاصاً بعينهم أو جهات بأكملها، ولازلت أدعو لحلقة نقاش مغلقة يدعو لها رئيس لجنة الحج العليا ليكون فيها مكاشفة بين الجهات المشاركة في خدمة الحجاج وتطرح فيها هيئة الرقابة والتحقيق وهيئة الفساد وديوان المراقبة ملاحظاتهم التي سجلوها على أداء القطاعات والتي يبدو لي أنها ستكون أخطاء متكررة في كل عام لعدم المناقشة رغم ان المناقشه تعتبر مظهراً حضارياً لا يقدح أو يؤثر على النجاح العام، ولنا في القيادة والمسؤولين الأمل في تحقيق ذلك على أن يكون عاجلاً في هذه الأيام قبل أن تنسى والله الموفق.