مع بزوغ فجر اليوم الثاني من أيام التشريق ومع بدء انتهاء رحلة الحج، خيمت مشاعر ألم الفراق على ضيوف خادم الحرمين الشريفين من الدعاة والمفكرين والمثقفين الذين تخدمهم رابطة العالم الإسلامي في موسم حج هذا العام وهم يحزمون حقائبهم استعدادا لمغادرة المشاعر المقدسة بعد أن مكثوا فيها أياما لا تنسى تفيض بمشاعر الإنسانية والأخوة الإسلامية الحقة التي تجلت في مشهد العناق والتصافح بين الضيوف وإخوانهم في الرابطة الذين كانوا يخدمونهم طيلة أيام الحج. هذه المشاعر الفياضة عبر عنها ل «عكاظ» عدد من الضيوف بقولهم «شكرا لكم كرمكم فوق الوصف» .. فهذا الشيخ حيان حلمي الإدريسي خطيب المسجد الأقصى وعضو محكمة الاستئناف السابق بالقدس يقول: «لقد أكرمتم وفادتنا، فبلدكم بلد الكرم والعطاء، وأنتم أحفاد الصحابة الكرام، أنتم موطن الإسلام والاعتدال، وما يقوم به الملك من توسعة جبارة للحرمين الشريفين وما تقدمونه من خدمات جليلة للحجاج والمعتمرين يعد مفخرة لكل المسلمين». وعاد مكررا: «شكرا خادم الحرمين الشريفين على هذه الضيافة غير المستغربة .. فالعالم الإسلامي يفخر بكم وببلدكم». بدوره قدم قاضي قضاة السنغال متاري انجاري شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين ولرابطة العالم الإسلامي على كرم الضيافة، وقال: «إننا في السنغال نعيش في حي كامل أطلقنا عليه اسم حي الملك فيصل لحبنا للمملكة وقادتها .. نحن نقدر هذه الجهود التي تبذلونها ونشعر وكأننا في بلدنا .. ونشعر الآن بألم الفراق لهذه الأماكن المقدسة ولأهلها الذين أكرمونا ولا نستطيع إلا أن نقول لهم جزاكم الله خيرا». أما فضل الرحمن وهو إمام مسجد ببريطانيا فيقول: «نحمد الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، لقد أنعم الله علينا بتأدية فريضة الحج هذا العام في ضيافة خادم الحرمين الشريفين مع رابطة العالم الإسلامي، ونحن نقدم شكرنا وتقديرنا لكم على كرم الضيافة وما تقدمونه للحجاج من خدمات .. فهذه الملايين من ضيوف الرحمن تتحرك في وقت واحد وفي مكان واحد لن تستطيع أي دولة أن تقدم لهم ما نشاهده ونلمسه من خدمات راقية وبهذه الكفاءة، نحن سعداء ونشعر أننا من أبناء هذه الديار الطاهرة، فقد قضينا في ربوعها أياما لا تنسى من حياتنا، فشكرا لكم على كرمكم وعلى حسن خلقكم وتعاملكم».