«الله أكبر» ثلاثا «ولله الحمد» في هذا اليوم الإسلامي المجيد، العابق بقداسة الركن الخامس من أركان الإسلام، اليوم الذي يتقرب فيه المسلمون من الله زلفى بقرابينهم، وأدعيتهم، والآمال تحدوهم أن ينسحب مشهد وحدة الحج المهيب، على الأمة الإسلامية في وحدة حقيقية تعيد الحضارة الإسلامية المعتدلة المشرقة إلى قيادة العالم بأسره إلى النور. إن سامق الفخر الذي يعتز به كل مواطن على ثرى المملكة هو احتضان بلادنا ملايين المسلمين كل عام، يأتون من كل فج عميق، فيسهر أبناء الوطن من القيادة الحكيمة إلى المواطنين على خدمتهم وراحتهم ما داموا في ضيافة الرحمن في بيته العتيق، ويتضاعف الفخر عندما تكون هذه الشعيرة الإسلامية المقدسة محدودة في زمان ومكان لا يستطيع بشر تغييرهما، وأعداد ضخمة لا مثيل لها في مناسبات العالم، وهذا الفضل من الله في توفير الأمن، والصحة، والنقل، والمأوى، والإرشاد، والغذاء، والماء، والمرافق، لا يتأتى إلا لمن أخلصوا نياتهم، واعتبروا أنفسهم بصدق خدما لحجاج بيت الله، يضعون نصب أعينهم حب الدين ثم الوطن. في هذا اليوم المجيد، ابتهج المداد امتنانا للحظة التي أستطيع من خلالها توجيه ثلاث رسائل، أستطيع الجزم أن صدور الأنقياء تختلج بها: الرسالة الأولى: شكر عميق كأسمى ما يكون الشكر، وتهنئة قلبية صادقة بمناسبة عيد الأضحى المبارك ونجاح حج هذا العام وسلامته، إلى مقام والدنا خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله وأيده بالحق، وحكومته الرشيدة على ما أولاه ويوليه من عناية كريمة خاصة بالحرمين بالشريفين، والعناية الفائقة بحجاج بيت الله الحرام، الذين تفاجئهم التطورات ومشاريع الخير المباركة في المشاعر المقدسة كل عام، تلك المشاريع الجبارة التي لها عميق الأثر على جعل شعيرة الحج أكثر سهولة ويسرا، وأعمق أمنا وسلامة، فساعة العمل في المشاعر تنتظر نفرة الحجيج، لتعد العدة لحج العام القادم، وتنفيذ خطط القيادة المبنية على دراسات معمقة، يقوم بها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، وغيره من الجهات المهتمة. الرسالة الثانية: شكر وتهنئة إلى رجال الأمن البواسل من مختلف القطاعات الذين واصلوا الليل بالنهار في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وتحملوا مشاق الطقس، والازدحام، وعوادم السيارات، ولم تفتر هممهم في تطبيق خطط الأمن والسير التي تسهل تحركات الحجيج بين المشاعر، وإلى رجال وزارة الصحة والقطاعات الصحية المساندة، من لحظة وصول أول حاج حتى المغادرة، وإلى كل الرجال الذين بذلوا جهودا مضنية في تسهيل حج هذا العام، من وزارة الحج، والبلديات، والإعلام، والقطاع الخاص، والفرق الكشفية، والمتطوعين من أبناء الوطن والمقيمين. الرسالة الثالثة: تهنئة إلى حجاج بيت الله، فكل عام وأنتم بخير، تقبل الله حجكم وطاعاتكم، وأعادكم إلى أهليكم سالمين غانمين مقبولين، وهنا يطيب لي أن أحييكم بقول شاعر الملك عبد العزيز – يرحمهما الله – أحمد الغزاوي حينما حيا ضيوف بيت الله الحرام: حي الحجيج يفيض منه المشعر وكأنما هو في الأباطح محشر حي التقاة الناسكين لربهم وهو العزيز الخالق المتكبر حي التسامي في الذين تجردوا من كل ما يفنى وما هو يدثر وختاما: ثقتي بالله لا حدود لها، أن يوفق كل إنسان قدم خدمة لضيوف الرحمن، حتى لو كانت ابتسامة أو شعور أخوي حميم تسرب من ملامحه إلى قلب حاج ترك الدنيا وأقبل متجردا من كل أهوائها إلى ربه، فدعوة خفية صادقة منه بالتوفيق لنا ولحكومتنا ووطننا تساوي ما بذلناه ونبذله لضيوف الرحمن، فنحن جميعا أبناء الرجل الذي علمنا الحب والسمو والتفاني في خدمة الدين والوطن. كل عام وأمتنا ووطننا ومليكنا المحبوب بخير وسعادة ورفاه وأمن وسؤدد. تقبل الله طاعاتكم، وأعاد الحج والأضحى وأمتنا في حال أقوم. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الفخر السامق