في حياتنا، هناك قضايا مهمة قد لا نقف عند أبعادها بالطريقة المثلى، رغم أهميتها ومن ذلك تنمية قيم الولاء الوطني ومفاهيم الانتماء وتعزيز روح المواطنة وغرسها في النفوس والقلوب، فقد يعمد البعض للتعبير عن هذه القيم المهمة بشيء من الفرحة في اليوم الوطني فقط، وربما بطريقة سلبية تؤثر على مكتسبات التنمية غير مدركين لما قد يؤدي من عوائق جمة للتطور الاجتماعي المنشود وبناء أطر الأمن والاستقرار والحيلولة دون ترسيخ دعائمها إلى جانب ما يتولد عن مثل هذا التوظيف الانتهازي لمفهوم المواطنة من تناقضات جوهرية وشروخ في بنية المجتمع والإسهام في تمزيق النسيج الاجتماعي. وهنا يقفز للذهن سؤال عريض مهم هو لماذا يكون الولاء للوطن؟ ولعلني هنا أحاول فقط المرور على عجل على الإجابة حيث إن تحقيق الحاجة في العيش والسكن وتوفير الطمأنينة والأمن والأمان لا يتوفر لهم في قرية أو حارة أو قبيلة أو جهة إنه يتوفر من مجموع ما هو في هذا الوطن بمساحته وأرضه ببحاره وسمائه بثرواته في باطن الأرض وظاهرها بإنسانه رجالا ونساء، فالعمل والحرية والكرامة لا تتحقق بالتجزؤ واختزال الوطن بمفهومات محدودة ومتخلفة، ولا يتوفر للإنسان في هذا التجزؤ متطلبات العيش والاستقرار ولا يشكل له الاستخلاف للأجيال جيلا بعد جيل بتراث عظيم وذخيرة مادية ومعنوية وهو مجزأ وضعيف يكون الناس فيه بذلك كقوارب في بحر يتلاطمها الموج ومعرضة للغرق ولا يجدون من ينقذهم، السعادة في ظل الأوطان لا تأتي من وطن ضعيف أبدا بل من وطن قوي وعظيم، لأن عظمة الدولة اليوم من ضمن ما تقاس به مساحتها وسكانها ووحدة أبنائها. وهنا ونحن في فرحة ذكرى اليوم الوطني لا بد أن نجدد الولاء ونتشرب الانتماء ونحاول العمل سويا للبناء في خطة طموحة تستهدف بناء الإنسان السعودي بصورة أكثر ديناميكية وإنتاجية لمواجهة تحديات القرن القادم في عملية التنمية الوطنية نحو تحقيق وضع صناعي جديد وتنمية الأفراد عقليا وروحيا وجسميا وعاطفيا قائما على الإيمان بالله وطاعته، وتزيدهم بالمعارف والمهارات والقدرات ليتحملوا المسؤولية والقدرة على المساهمة في وحدة ورخاء الأسرة والمجتمع والوطن ككل، وتكوين نظام تعليمي على مستوى عالمي يفي بمتطلبات وتطلعات الشعب السعودي ويحقق مبدأ تكافؤ الفرص من خلال إتاحة فرصة التعليم لجميع المواطنين.