أثار خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأممالمتحدة، ردود فعل غاضبة في إسرائيل وأمريكا، واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أن حديث أبو مازن يؤكد أنه لا يريد السلام ولا يمكن أن يكون جزءا من أي حل سياسي، لافتا إلى أنه لم ينضم لحكومة حماس من فراغ. وزعم أن عباس يشكل امتدادا لحماس باستعماله ما سماه الإرهاب السياسي، وقال: إن عباس يكمل طريق عرفات بشكل مختلف في تعميق الصراع. وزعمت مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن خطاب عباس تحريضي بحت ومليء بالكذب والافتراءات. كما انتقدت الولاياتالمتحدة خطاب عباس، ووصفت الناطقة باسم الخارجية جين ساكي قول عباس «بالهجومي والمخيب للآمال»، مؤكدة رفض واشنطن له. وأضافت: إنه يحمل طابعا استفزازيا ويضر بالجهود المبذولة لخلق مناخ إيجابي واستعادة الثقة بين جميع الأطراف. واعتبر مراقبون فلسطينيون، أن المطلوب الآن القيام بخطوات مهمة إذا رفضت المبادرة الفلسطينية في مجلس الأمن. ومن جهته، قال المتحدث باسم حركة فتح الدكتور فايز أبو عيطة، إن خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وضع العالم أمام مسؤولياته، وأسس لمرحلة سياسية جديدة. وقال أبو عيطة: إن اصطفافا كبيرا ودعما غير مسبوق لخطوة الرئيس داخل صفوف الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن المشروع السياسي الذي عرضه يدخل القضية الفلسطينية في مرحلة جديدة من الصراع مع الاحتلال لانتزاع حقوقنا المشروعة، مطالبا بتعزيز الوحدة الوطنية وتفعيل المقاومة الشعبية، والتحرك باتجاه الانضمام للمنظمات والاتفاقات الدولية. واعتبر مراقبون فلسطينيون، أن عدم نجاح مشروع القرار الذي تعتزم القيادة طرحه أمام مجلس الأمن يعني أنها ستنتقل لخطوات أخرى نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة، منها المطالبة بتغيير مكانة فلسطين إلى دولة كاملة العضوية، والانضمام لاتفاقية روما. وشددوا على عدم العودة للمفاوضات إلا بضمانات دولية وأن تكون محددة بسقف زمني، وبرنامج يقوم على بنود الحل الشامل وقضايا الحل النهائي. وأشاروا إلى تفعيل التعاون الإقليمي والفلسطيني العربي لإسناد وإنجاح هذه الخطوة دوليا، ووجود فعل فلسطيني مقاوم في إطار الشرعية الدولية، ما يجعل استمرار الاحتلال مكلفا سياسيا واقتصاديا.