قال مسؤولون فلسطينيون إن الرئيس محمود عباس ومبعوثيه يجرون مشاورات مع زعماء العالم لبلورة مشروع قرار يقدم قريباً إلى مجلس الأمن ينص على الدعوة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وفق جدول زمني. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن الرئيس عباس بدأ أمس حركة سياسية نشطة ومهمة يستهلها بلقاء الرئيس فرانسوا هولاند، قبل أن يتوجه إلى نيويورك للقاء العديد من قادة العالم بهدف حشد التأييد الدولي للحل العادل للقضية الفلسطينية. وأضاف أن عباس سيتوج حركته الديبلوماسية بكلمة مهمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 الشهر الجاري. ووصف أبو ردينة الأسابيع المقبلة بأنها «حاسمة» بالنسبة إلى القضية الفلسطينية داخلياً ودولياً، سواء ما يتعلق منها بإعادة إعمار قطاع غزة، أو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مشيراً الى عزم الرئيس عباس على تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن، يتبعه بالانضمام الى المنظمات الدولية في حال قيام الولاياتالمتحدة باستخدام حق النقض (الفيتو) لإحباط مشروع القرار الفلسطيني. وقال أبو ردينة: «لم يعد بالمستطاع الإبقاء على الوضع الراهن، وبالتالي فإن هذه الحركة السياسية النشطة هدفها الأساسي إسماع العالم بأنه آن الأوان لإحقاق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وفي مقدمها إقامة الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس». وفي نيويورك، قال المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة السفير رياض منصور، إن مجلس السفراء العرب في الأممالمتحدة بدأ مشاورات مع أعضاء مجلس الأمن في شأن مشروع القرار الفلسطيني. وأضاف في تصريحات لوسائل إعلام فلسطينية أن هذه المشاورات تأتي في ضوء نتائج اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الذي انعقد أخيراً في القاهرة، والذي اعتمد وتبنى مبادرة الرئيس عباس. وتنص مبادرة عباس على مطالبة الولاياتالمتحدة بإعادة إطلاق عملية سياسية جديدة وجدية تقوم على إجراء مفاوضات فلسطينية- إسرائيلية خلال تسعة أشهر، تخصص الأشهر الثلاثة الأولى منها للحدود ويجري خلالها وقف جميع أشكال التوسع الاستيطاني، فيما تخصص الأشهر الستة المتبقية إلى قضايا الوضع النهائي، مثل القدس واللاجئين والمياه والأمن. وتنص المبادرة على انسحاب إسرائيلي من الأراضي الفلسطينية خلال ثلاث سنوات، كما تنص على التوجه الى مجلس الأمن في حال رفض الإدارة الأميركية هذه الدعوة، ثم الانضمام الى جميع المنظمات الدولية في حال قيام أميركا بإحباط مشروع القرار في مجلس الأمن. وقال منصور: «وضعنا خطة تنفيذية في هذا الشأن، وبدأنا بإجراء الاتصالات مع أعضاء مجلس الأمن، وسنستكمل في الأيام المقبلة الاتصال بهم قبل أن يصل الرؤساء وقادة الدول العالم إلى نيويورك للبدء بالمناقشات العامة في بداية الدورة التسعة والستين للجمعية العامة». وأضاف: «سيتم اتخاذ خطوات لاحقة في شأن مبادرة الرئيس عباس بعد انتهاء أسبوع المداولات لقادة العالم في نيويورك، والرئيس سيخاطب عدداً من المؤسسات، بما فيها لجنة المتابعة العربية ومجلس الوزراء العرب، وعدداً كبيراً من مسؤولي دول العالم وفقاً لبرنامج معد مسبقاً ليدلي بتفاصيل أكثر عن مبادرته، ولتوضيح الصورة بشكل أكبر للدول التي لديها استفسار معين عن المبادرة». وتابع: «ستتم دراسة وتحليل هذه التفاصيل لتحديد الخطوات اللاحقة، ونريد أن نوحد الخطاب السياسي في شأن فلسطين من جانب الدول العربية والدول الصديقة من منظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز، للتركيز على أربع قضايا في غاية الأهمية، وهي: أولاً، الدعم والإسناد لمبادرة الرئيس، وتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال عبر قرار من مجلس الأمن. وثانياً، دعم استمرار وقف إطلاق النار بعد وقف العدوان. وثالثاً، دعم الطلب الفلسطيني في شأن توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وانتهاء الاحتلال. ورابعاً، دعم وإسناد حكومة الوفاق الوطني والتصدي لكل المحاولات الإسرائيلية التي تريد أن تحبط من عزيمة هذه الحكومة».