أحبك يا وطني حبا لا خيار لي فيه، فقد ولد معي كما يولد حب الإنسان لأمه وأبيه، ونفسه و بنيه، هو حب للأرض والسماء، للتراب والهواء، للجذور والأغصان، للتاريخ وماضيه، للحاضر وآماله، للمستقبل وأمانيه ! أحبك، حتى أنني أغار عليك من تقاعس المهملين، وتخاذل المقصرين، تطاول المفسدين ! أحبك، حتى أنني أواجه من يرتقون على أكتافك، ويتسلقون جدرانك، ويتطاولون على حقوقك ! أحبك الحب الذي يتقابل فيه الحب بالحب، والعطاء بالعطاء، والوفاء بالوفاء، فكل علاقة لا تتساوى فيها المشاعر ولا تتكافأ فيها الأحاسيس ولا تتبادل فيها الالتزامات هي علاقة مختلة لا تنمو أغصانها ولا تتفتح أزهارها ! أريدك يا وطني أن تكون عزيزا شامخا ترفل في خيراتك وتزهو بإنجازاتك، أنت الوطن وأنا المواطن، أنت أنا، و أنا أنت فلا وطن بلا مواطن ولا مواطن بلا وطن .. إنها المواطنة بكل معانيها المتقابلة، والتزاماتها المتبادلة! سأظل لك محبا وفيا، أحفظ حق الجذور، وعهد «الجدود» ، أسير على خطى ماض صنعه الأجداد لأعمل على بناء حاضر يعيشه الأبناء ليرسم ملامح مستقبل يحلم به الأحفاد ! كل عام و أنت الحب يا وطني .. وأنا كذلك !