لم يستوعب الجداويون بعد سر المتلازمة التي تربط بعض أحيائهم بورش السيارات ومحلات إصلاح المعدات الثقيلة.. السكان لا يرغبون في وجودها بمحيط مساكنهم والورش تعلن ثباتها وتبقى كما هي صامدة برغم المخاطر البيئية التي تتهدد الناس، فضلا عن المخاطر الحياتية التي تواجههم فالمعدات والسيارات يمكن أن تتحول إلى بؤر إجرامية مندسة وسط الأحياء فكيف تعالج جهات الاختصاص هذه المتلازمة ؟ التفكير في الرحيل جولة ل«عكاظ الأسبوعية» رصدت عددا من الورش في حي بني مالك الشعبي وشوارعه الداخلية وأزقته وفي أسفل البنايات السكنية حتى أن كل عمارة في الحي الشعبي الشهير يستضيف أسفلها سيارة أو سيارتين حتى أن تعايشا سلميا حدث بين سكانها والمركبات المهملة. ووجه مواطنون نقدا حادا إلى الجهات المسؤولة عن الأوضاع.. ويقول ثامر النهي إن هذه مشكلة لا حل لها.. فتجربة أن تسكن في منطقة بها ورش تعد مزعجة للغاية لا تهنأ بنومك من الضوضاء والإزعاج المستمر، فضلا عن الروائح المنبعثة من عوادم السيارات وزيوتها ومخلفاتها، فضلا عن قطع الغيار التي تملأ كل مكان في الحي ويشير إلى أن البلدية الفرعية أو الأمانة من الضروري أن تعمل على اتخاذ العلاج المناسب لحل هذه المعضلة المؤرّقة «بدأت أفكر من الرحيل من حي بني مالك باعتباره بات مكانا مخصصا للإزعاج والمزعجين». تلوث صوتي وبصري من جهته يلفت نايف الشهراني إلى أن الورش أصبحت تمثل تلوثا كبيرا في الحي، بصريا و بيئيا و من المخلفات التي تتطاير في الجو، ويطالب الأمانة بتصحيح أوضاع الورش ونقلها مباشرة خارج مناطق العمران، وتساءل الشهراني في ذات الوقت، ماذا عن المشروع الذي قيل إنه سيحوي الورش الصناعية في عسفان لماذا لا يتم البدء في تنفيذه على الفور وماذا حدث فيه. ويعتقد عبدالله الشهري أن حي بني مالك يختنق من كثرة ورش الميكانيكا والكهرباء والسمكرة والخراطة وغيرها والجميع يعلم أن داخل الورش أسطوانات غاز خطيرة ربما تسبب كارثة حال انفجارها وتحتاج إلى بيئة خاصة تخزن فيها، ودعا إلى وقفة حازمة تجاه هذه الورش من الأمانة والدفاع المدني وتطبيق شروط السلامة أولا ثم تغريم أصحابها وإبعادها عن الحي. الحل في عسفان في المقابل يقول ل «عكاظ الأسبوعية» مدير المركز الإعلامي في أمانة جدة سامي الغامدي إن وزارة الشؤون البلدية والقروية وضعت ضوابط ومعايير فنية وبلدية للترخيص لهذه الأنشطة وتختلف اشتراطات ومتطلبات الترخيص لكل نشاط بناء على نوع الخدمة المقدمة وعدم وجود أي ضرر على الجوار، مضيفا أن ورش ميكانيكا وسمكرة وبوية السيارات وورش الحدادة والنجارة غير مسموح لها العمل داخل الأحياء السكنية لما تسببه من إزعاج وضرر بيئي للسكان، وأشار إلى أنه في حالة وجود ورش غير نظامية أو وجود ضرر منها للجوار بالحي فمن الممكن تقديم شكوى رسمية إلى رئيس البلدية الفرعية أو ببلاغ إلى غرفة عمليات الأمانة.. ولفت إلى أنه في حال عدم اتخاذ أي إجراء بخصوص الشكوى يتم تقديم بلاغ بذلك على بوابة الأمانة الإلكترونية لإكمال اللازم، وبين بأن مشروع الورش الجديد في منطقة عسفان في مرحلته الأولى وتم إنجاز نسبة كبيرة وهو الأمر الذي سيسهم في عملية التنظيم والتقنين للورش القائمة.