لا يعرف أهالي جدة السر في بقاء ورش الصيانة داخل الأحياء على الرغم مما تسببه من ضوضاء وتلوث، ناهيك عن المخاطر الصحية، وعرقلة الشوارع المؤدية للمنازل الواقعة بجوار تلك الورش. ويرى البعض أن ورش الصيانة تفرض عضلاتها على الأحياء، لكنها لا تستطيع أن تبقي تلك العضلات في حال وقوع كوارث لايحمد عقباها، الأمر الذي جعلهم في حالة استياء دائم عن مصيرهم في ظل بقاء تلك الورش على حالها وعدم انتقالها إلى المنطقة الصناعية، مبدين استغرابهم من عدم التفكير في نقل الورش أو تعديل الأحياء لتصبح مقرا لها وترحيل السكان لمناطق أخرى بعيدا عن تلك الورش. وفي جولة ل«عكاظ» في عدد من الأحياء السكنية تم رصد ورش أسفل بنايات سكنية في بعض الشوارع التجارية الداخلية وسط الأحياء، وكان حي بني مالك الأبرز في ظل احتوائه على المتناقضين السكان والورش، من كل جانب، فمن الناحية الجنوبية للحي تقع العديد من الورش المختلفة؛ ورش سمكرة وميكانيكا وكهرباء وتعبئة فريون مكيفات السيارات. ويعتبر محمد عباس -من سكان الحي منذ 30 سنة- تلك الورش قد أصبحت حملا ثقيلا على الحي، لأنها لا تصلح أن تكون بهذه الطريقة التي نراها في معظم أحياء جدة، فهي تخلف التلوث سواء أكان بصريا أو حتى بيئيا من خلال مخلفاتها التي تتطاير في الجو أو حتى التي تصل إلى باطن الأرض، لذلك أصبح من الضروري تصحيح وضعها بنقلها فورا بعيدا عن الأحياء السكنية، وحصرها في موقع واحد بعيدا عن الأحياء. ويتفق معه فائز الحارثي الذي يسكن بجوار الورش في حي بني مالك الذي يتميز بوجود كثافة في عدد ورش الميكانيكا والكهرباء وأيضا السمكرة والحدادة والخراطة: «وحان الوقت لإزالتها من داخل الحي والشوارع التي تختنق بسببها»، مشيرا إلى أنه يوجد داخل بعض الورش الاسطوانات الخاصة باللحام والسمكرة التي تهدد حياة السكان المجاورين لها في حال حدوث انفجار لا قدر الله، وهذا يتطلب وقفة حازمة من أمانة جدة بالوقوف على الورش المخالفة التي لا تطبق الشروط اللازمة للورش والمحلات». أما عبدالرحمن فايز فيشير إلى أن الورش تحتل معظم أحياء جدة حتى الأحياء الجديدة، لكنه: «مع وجود ورش سيارات محدودة مثل الميكانيكا الخفيفة والكهرباء التي لا يحتاج قاصدها إلى وقت طويل وأن تكون على أطراف الحي يعني تكون على شارع رئيسي، أما على هذا الوضع فأنا مع انتقالها من داخل المدينة وإعادة تنظيمها بحيث لا تسبب إزعاجا أو مشكلة للسكان المجاورين لها». ويقول زاهر بعيجان: «إن وجود الورش الصناعية والمصانع داخل الأحياء السكنية بشكل غير منظم يتضرر منه الجميع، وبات ضروريا معالجة وضعها، فعلى سبيل المثال شارع الأربعين الذي يقع عليه حي الرحاب هناك ورش تسمع بداخلها الإزعاج من (الطرق) و(السحب) إضافة إلى ملاصقتها بالمباني السكنية والمحلات التجارية ما يدل على العشوائية في وضع المحلات التجارية المختلفة أنشطتها، ما يزيد من الوضع سوءا. من جهتها، أكدت أمانة جدة أن هناك ضوابط ومعايير فنية وبلدية للترخيص لهذه الأنشطة، وضعتها وزارة الشؤون البلدية والقروية، مبينة أن هناك اختلافا بين اشتراطات ومتطلبات الترخيص لكل نشاط بناء على نوع الخدمة المقدمة، وعدم وجود أي ضرر منه على الجوار، مشيرة إلى أن ورش السمكرة والميكانيكا وكذلك الحدادة والنجارة غير مسموح بوجودها داخل الأحياء السكنية. ابلغوا عن المخالفة دعت الأمانة في حالة وجود ورش غير نظامية أو وجود ضرر منها إلى تقديم شكوى رسمية إلى رئيس البلدية الفرعية في الحي التابع لها، وتقديم بلاغ إلى غرفة عمليات الأمانة 049 بمضمون الشكوى ومتابعة الإجراءات المتخذة بموجب رقم البلاغ، مضيفة أنه في حال عدم اتخاذ أي إجراء بخصوص الشكوى، يتم تقديم بلاغ بذلك على بوابة الأمانة الإلكترونية، لإكمال اللازم من قبل الأمانة نظاما.