انتقلت عدوى التعصب الرياضي بين الشباب من المستطيل الأخضر إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت ساحة لإبداء الآراء والتحليلات التي لا تخلو في كثير من الأحيان من الخروج عن النص بالشتم أو القذف أو الاتهام غير المبرر، ليخرج التنافس الرياضي الشريف عن مساره الصحيح إلى آخر عكس ثقافة مغايرة عن فكر الشباب السعودي ورؤيتهم للأمور بعقلانية بعيدا عن التعصب الأعمى. ويرى خالد الدياري التجاوزات التي تشهدها قنوات التواصل الاجتماعي أنها نتاج الاحتقان الذي يعيشه الشارع الرياضي، وعدم الاكتراث بالقانون الذي لا يطبق كثيرا بحق المتجاوزين، كما أن مبدأ التسامح لدى الشباب السعودي يلعب دورا هاما في عدم تصعيد الأمور بشكل قانوني، إذ أن الاعتذار يكفي لإنهاء المشكلة دون اللجوء للقضاء وبالتالي لا نجد حالة ماثلة أمامنا نالها العقاب نتيجة التهجم أو التشهير بلاعب أو إداري أو خلافه، ولو حدث ذلك ستتغير أمور كثيرة وستصبح المشاركات أكثر عقلانية وبعيدا عن التجريح والتشكيك، لاسيما وأن كرة القدم رياضة تنافسية شريفة تنتهي في 90 دقيقة، وهذه الثقافة لابد أن تغرس في المجتمع الرياضي ليتجاوز هذه المرحلة والتفكير بشكل مثالي في كيفية معالجة السلبيات والأخطاء التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من عالم المستديرة. ويبين عبدالله بن هندي الزهراني أن كرة القدم رياضة مثيرة في مجملها ومن سماتها تقبل الخسارة والفوز بروح عالية بعيدا عن الاتهامات والتجريح والتشكيك في الآخرين ونقل ذلك عبر المواقع الإلكترونية وغيرها، والتي يتابعها عدد كبير من المشاهدين حول العالم، الأمر الذي يعكس خلاف واقع المجتمع السعودي المعروف عنه العقلانية والتسامح، لذا يجب أن لا تأخذ الأمور أكبر من حجمها وهذا يقع على عاتق المحسوبين على المجال الرياضي من لاعبين ومسؤولين وجماهير، فهم مطالبون بنشر ثقافة التسامح والبعد عن التشنج والاتهامات كون كرة القدم ترفيها فيها الفائز وفيها الخاسر. ويضيف خالد الريان: «للأسف الجمهور المتعصب أثر على مستوى الفرق والمنتخبات بشكل خاص، كما يجب على الجماهير مراعاة أنه مهما اختلف النادي الذي يشجعه فإن اللاعبين والإداريين من أبناء الوطن وكلهم في خدمته». وتابع سعيد باموسى: «عندما أرى الهمجية الرياضية في العالم وخاصة التعصب الرياضي لدى الانجليز والأسبان أحمد الله على نعمة الإسلام فهم يتجاوزون الحدود وإن لم نضبط النفس ونتعامل مع كرة قدم على أساس الرياضة والترفيه فنصل حتما إلى ما وصلوا إليه، كما أتمنى أن تفرض عقوبات صارمة على المتعصبين الذين ينشرون أفكارهم البغيضة في مواقع التواصل الاجتماعي للحد من تجاوزاتهم».