رغم كل ما قيل عن «تويتر» والشتائم التي طالته من مفكرين وأخلاقيين، وأنه أشبه بسلة للفضلات، وتهديدهم الانفعالي بالانسحاب، إلا أني أرى تويتر فاضحا ومعريا للأقنعة، إذ سرعان ما ينزع القناع الملائكي الذي يرتديه البعض في جدله مع الآخر؛ ليكشف زيف من كانوا يقدمون أنفسهم بصورة ملائكية، حتى الدبلوماسيين لم يسلموا من «تويتر» وحالة الفضح، مع أنهم الأقدر على ارتداء الأقنعة. بالأمس دخلت «وزارة الخارجية الأمريكية» في جدل «تويتري» مع الصفحة الرسمية للمرشد العام الإيراني «خامنئي»، حول قضية التحالف وهل استبعدت أمريكاإيران من التحالف، أم إيران هي من رفض الدخول؟ هذا الجدل بينهما أفقدهما التركيز، وأنهما ليسا باجتماع سري خلف أبواب مغلقة، وأن العالم يتابع الحوار دون رقيب يحدد ما الذي صالح للنشر، فخرجت تغريدة على صفحة «المرشد» تذكر الأمريكان بالماضي، إذ قال: «إذا دخلت الولاياتالمتحدةالعراق وسوريا من دون إذن، سيواجهون نفس المشكلات التي واجهوها خلال السنوات العشر الماضية». وهذه «التغريدة» ليست سرا، فالأمريكان يعرفون هذا، لكنها فضحت كذبة كبيرة كانت ترددها إيران على العراقيين، بأن إيران لم تتدخل بالشأن العراقي. فيما هي أي إيران كانت شريكة مع أمريكا بتدمير العراق، وإن لم يخططا سويا، فأمريكا دمرت مؤسسات الدولة العراقية باحتلالها، أما إيران فعملت على تكفيك النسيج الاجتماعي للعراقيين. إذ سمحت لجنود القاعدة الهاربين من أفغانستان بعبور حدودها للعراق، واتفقت مع حليفها النظام السوري بفتح حدوده لعبور الخلايا النائمة إلى العراق. وميزة هؤلاء السذج القاعدة أو الفائدة التي يقدمونها دون قصد منهم لمن يريد، أنهم الأقدر على تفكيك أي نسيج مجتمعي، وهذا ما فعلوه بالعراق فلم يستهدفوا الجيش الأمريكي فقط، بل كل الطوائف، فتمزق نسيج العراق، ليصبح الولاء للطائفة. وكانت إيران طوال الوقت تنفي تدخلها بالعراق إلى أن جاء هذا «التويتر» المدهش ليعري الجميع، حتى الدبلوماسيين «نومهم مغناطسيا»، وجعلهم يكتبون وكأنهم في اجتماعات سرية، فيما العالم يتابع فضائحهم، وخصوصا الشعب العراقي الذي اكتشف فداحة ما فعلته إيرانبالعراق، وأنها المسؤولة عن تفكيك نسيج المجتمع العراقي بدفعها لمجانين القاعدة.