أكد خبيران عسكريان لبنانيان أن محاربة تنظيم داعش الإرهابي تحتاج إلى استراتيجية طويلة المدى لا تقتصر فقط على الجانب العسكري بل تشمل كل الجوانب التي أدت وساعدت على ظهور هذه الآفة الإرهابية. العميد المتقاعد في الجيش اللبناني والدكتور المحاضر في قضايا الإرهاب هشام جابر قال ل«عكاظ»: «إن أي استراتيجية لمحاربة الإرهاب تحتاج لرؤية طويلة المدى كما طرح الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في مؤتمر برايس على أن تتضمن هذه السنوات العشر في اجتثاث قواعد التنظيم، وبناء المجتمعات ودحض مفاهيم التحريض على التفرقة والتكفير، وتجفيف مسببات ظهوره ومنابعه وتدمير بيئته الحاضنة». وتابع قائلا «إن مثل هذه الخطوات الطويلة المدى ستؤدي في نهاية المطاف إلى تجفيف منابع الإرهاب، فالإرهاب ينمو في بيئة حاضنة فالسياسة القمعية والإقصائية التي مورست إن في سوريا أو في العراق، كانتا النموذج لتشكل الخلايا الإرهابية وتناميها مع استمرار الأزمات، وهذا لا يعني أن الإرهاب مصدره المسلمون، هناك إرهاب يهودي ومسيحي وفي كل الطوائف، لذلك يقال إن الأرهاب لا دين ولا مذهب له». وختم قائلا «إن الاستراتيجية المطروحة من عشر سنوات يجب أن تنطلق في جميع أنحاء العالم لاجتثاث الإرهاب على أن يترافق ذلك مع عمل استخباراتي الذي يسبق أي عمل عسكري». من جهته، الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش اللبناني وهبي قاطيشا أكد ل«عكاظ» أن خوض الحرب على الإرهاب لا مقاسات جغرافية أو زمنية لها، لذلك أن ما طرحه الأمير سعود الفيصل بأن تمتد الاستراتيجية لعشر سنوات هي رؤية ثاقبة لكون هذه الاستراتيجية تتضمن مواجهة الفكر الإرهابي ومواجهته الإرهاب في وجوده». وأضاف قاطيشا: «محاربة الفكر الإرهابي سيأخذ الحيز الأكبر كون هذا الفكر متنقل ويشبه مطاردة الأشباح، بحيث لا أحد يعلم أين سيتخزن ويعيد بناء نفسه، لذلك فإن محاربة الفكر المتطرف ستكون مسؤولية كل مجتمعات العالم وستحتاج إلى أجهزة استخباراتية واستعلاماتية عالية، أما المواجهة بالآلة العسكرية فهي العملية التي يمكن أن تكون الأسهل فهي تحتاج فقط إلى قرارات دولية بتوقيت الضربة العسكرية».