كيف تنظر أوساط النخبة الاستراتيجية والسياسية الأمريكية لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى واشنطن ولقائه مع الرئيس أوباما، خاصة أنه اللقاء الأول مع أوباما في البيت الأبيض، وماهي انعكاسات القمة السعودية الأمريكية إزاء إيجاد حلول لقضايا الشرق الأوسط. وللوقوف على إجابات هذه التساؤلات، حاورت «عكاظ» الدكتور بروس هوفمان رئيس مكتب واشنطن لمؤسسة «راند» للأبحاث، إحدى أهم مؤسسات الفكر السياسي في العاصمة الأمريكية، الذي اعتبر أن لقاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس باراك أوباما سوف يتيح للولايات المتحدة تفعيل المزيد من الاستراتيجيات المتوسطة والبعيدة المدى مع المملكة، والقائمة على أساس المصالح المشتركة في السلام والأمن، وتحقيق الاستقرار للمنطقة العربية والإسلامية، فضلا عن الدفع بالمزيد من المكاسب الاقتصادية والمالية، خاصة في ظل تعافي الاقتصاد العالمي من الأزمة المالية التي شهدها العالم منذ سنتين. وأفاد أن أعمال العنف والإرهاب مازالت تؤرق ساسة العالم التي مازالت تبحث لها عن حلول جذرية وحاسمة لاجتثاث الإرهاب من جذوره، مؤكدا أن التنسيق بين الرياضوواشنطن لمكافحة الإرهاب والعنف كان له تأثير إيجابي على تعزيز الجهود الدولية لمكافحة العنف ومحاصرة الإرهابيين وتجفيف منابع الإرهاب. وأكد هوفمان بأن الجهود التي توليها المملكة لمحاربة الإرهاب ستساهم بشكل فعال وكبير في تقليص واجتثات الإرهاب، مشيرا إلى أن التعاون الدولي لدرء مخاطر هذه الآفة أدى إلى تهاوي نفوذها في عدد من بلدان العالم. وتابع قائلا: إن القضية ليست إيجاد شراكة استراتيجية لمحاربة الإرهاب مع الولاياتالمتحدة فحسب، بل هي في الحقيقة قضية تفعيل الأهداف ووضعها على المحك لصالح الاستقرار السياسي والأمني وتحقيق السلام نحو مجتمع دولي يخلو من الفكر الإرهابي المتشدد. وحول رؤيتة للتحولات الإيجابية التي شهدتها المملكة بعد مرور ما يقرب تسع سنوات على أحداث 11 سبتمبر وتوجه الشارع الأمريكي حيال المملكة، أوضح هوفمان مع مرور الوقت أمكن لرجل الشارع الأمريكي تجاوز مأساة 11 سبتمبر، كما أن الرأي العام في الولاياتالمتحدة قد تفهم موقف المملكة الحقيقي من قضية الإرهاب، وكيف أن المملكة قد تعرضت ذاتها في حربها على الإرهاب لدفع الثمن على حساب أرواح مواطنيها ومواطني بلاد أخرى متواجدين في المملكة، وكذا على حساب مواردها الاقتصادية واستقرارها السياسي