أكد خبيران ومحللان عربيان ل«عكاظ»، أن نجاح جولة وزير الخارجية الأمريكية في المنطقة العربية والاستراتيجية الأمريكية لمحاربة داعش يرتبطان بشمولية هذه الاستراتيجية لإسقاط النظام السوري الذي يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية ظهور التطرف والإرهاب الذي يمثله «داعش» مؤكدين على اهمية اجتماع جدة والتي يعقد غدا لمواجهة التنظيمات الإرهابية. المدير التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري رياض قهوجي، أكد ل«عكاظ» أن الحرب الأولى على الإرهاب التي انطلقت عام 2001 بعد أحداث الحادي عشر لم تنجح بالكامل لأنها ارتكزت على العمل العسكري الذي لم يكن مقرونا باستراتيجية متكاملة للقضاء على مصادر الإرهاب، وهذه المصادر هي معروفة وتتمثل بأجهزة الاستخبارات الدولية والأنظمة الديكتاتورية التي تقوم باستغلال هذه الحركات المتطرفة، وعلى سبيل المثال النظام الليبي والنظام السوري في المنطقة العربية واكد على اهمية اجتماع جدة التنظيمات الإرهابية. وأضاف: إن جولة الوزير كيري وأي استراتيجية ستطرح من أجل القضاء على داعش يجب أن تضع في الحسبان ليس فقط الضربات العسكرية في العراق أو سوريا، بل يجب أن تلجأ أمريكا ودول القرار إلى إنهاء الصراع السياسي والمذهبي في العراق أولا، وإلى ضرورة نقل السلطة في سوريا أي بإنهاء حكم بشار الأسد ثانيا، وإلا فإن أي ضربة عسكرية لمقرات داعش وقادتها وكأن الأمور تراوح مكانها، بحيث تخفت حركة هذا التنظيم لبعض الوقت فيعود وينشأ في بقعة ثانية من بقاع الأرض المتوترة وتحت مسمى جديد. وتابع قهوجي ل«عكاظ»، إن التغاضي عن الصراعات الأهلية التي تجري في العراقوسوريا وتحولها إلى حرب مذهبية زاد من حجم الرديكالية وبدل أن يكون عدد الأصوليين محصور بعشرين ألف على سبيل المثال فإن هذا الرقم تعاظم وأصبح مليونا بسبب استمرار وتيرة المعارك، وبسبب شعور الشعوب بالإحباط والغبن إن في سوريا أو العراق، فعندما يتعاظم الشعور بالغبن لدى الشعوب من قبل العالم فإن أرضه تتحول تدريجيا إلى بيئة حاضنة لمثل هذه المجموعات المتطرفة. وعن رؤيته للحل، قال قهوجي ل«عكاظ»، إن القضاء على الإرهاب وداعش اليوم والقاعدة قبل عدة سنوات، يتطلب أن تلاقي الدول الكبرى ومراكز القرار المملكة العربية السعودية التي طالبت باستعمال القوة والعقل للقضاء على الإرهاب بشكل عام، وقد أكدت على استخدام العقل من أجل تجفيف المصادر والمنابع لهذه التنظيمات، أما القوة فهي حل واستراتيجية الأمريكيين عبر تسديد ضربات عسكرية بمساندة كل الدول العربية والغربية. من جهته، رئيس حركة الناصريين الأحرار الدكتور زياد العجوز، أكد ل«عكاظ»، أن نجاح جولة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في المنطقة العربية مرهون بما ستحمله الاستراتيجية الأمريكية لمحاربة تنظيم داعش، فالموقف العربي واضح لجهة أن القضاء على «داعش» يكون أيضا عبر القضاء على مسببات ظهوره وعلى البيئة التي رعته وكانت وراء إنشائه وتحديدا النظامين السوري والإيراني. وختم الدكتور العجوز: إن أي تحالف من دون تعاون عربي لن يحقق أهدافه بخاصة أن هكذا تحالف يحتاج إلى رؤية واضحة للبيئة ولكافة التفاصيل المحيطة بالدول وعلى رأسها العراقوسوريا.