نفى وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الأنباء التي ترددت حول استضافة المملكة بعثة أمريكية لتدريب مقاتلي المعارضة السورية، وقال ردا على سؤال ل«عكاظ» في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس في ختام الاجتماع الإقليمي الذي ضم وزراء خارجية دول الخليج ومصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا وأمريكا: «الجيش الحر له أماكن تدريب في الدول المجاورة، أما تدريبه في السعودية فلم أسمع به». وفي معرض رده على سؤال آخر ل«عكاظ» حول وجود خلافات من جانب تركيا، قال الفيصل إنه لا توجد خلافات بين تركيا وأي دولة في اجتماع جدة، ولم أسمع أي تحفظ من الدول المشاركة على لعب الدور المطلوب منها، مؤكدا أن المملكة كانت مبادرة في ضرورة التصدي للإرهابيين، وأن لا حدود لما يمكن أن تقدمه في هذا الإطار. وقال الفيصل، في كلمته: «جاء هذا الاجتماع في ظل تعاظم خطر الإرهاب في المنطقة وتزايد عدد التنظيمات الإرهابية التي تقف وراءها، إن هذا الخطر الذي بدأ ينتشر في المنطقة بكل شراسة طالما حذر منه خادم الحرمين الشريفين منذ أمد طويل، ولعل آخرها في الأول من شهر أغسطس الماضي، حينما قال إن من العيب والعار أن هؤلاء الإرهابيين يفعلون ذلك باسم الدين، فيقتلون النفس التي حرم الله قتلها ويمثلون بها ويتباهون بنشرها، كل ذلك باسم الدين والدين منهم براء، فشوهوا صورة الإسلام بنقائه وصفائه وإنسانيته، ودعا في حينه قادة وعلماء الأمة الإسلامية لأداء واجبهم والتصرف في وجه التطرف الكراهية والإرهاب، معبرا في الوقت ذاته عن خيبة الأمل في التزام المجتمع الدولي الصمت تجاه ما يحدث في المنطقة بأسرها، كما وجه رسالة لقادة العالم عند استقباله لعدد من سفرائهم في التاسع والعشرين من أغسطس الماضي، بأهمية محاربة هذه الآفة الخبيثة بالقوة والعقل والسرعة، محذرا من أن إهمالها سوف يفضي إلى انتشارها في أوروبا وأمريكا في غضون أشهر قليلة». واعتبر وزير الخارجية أن الاستراتيجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب، والتي أعلن عنها الرئيس باراك أوباما، حملت مضامين جدية لمكافحة الإرهاب واجتثاث التنظيمات الإرهابية، لافتا إلى أن الاجتماع استمع إلى شرح من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن هذه الاستراتيجية وسبل اجتثاث الإرهاب ومكافحته. وأكد الفيصل أن الاجتماع خرج برؤية موحدة لمحاربة الإرهاب عسكريا واستخباراتيا وأمنيا واقتصاديا وفكريا، مشيرا إلى أن الإرهابيين شوهوا صورة الإسلام ونشروا جرائمهم باسم الدين والدين منهم براء، معبرا عن أسفه لعمليات القتل باسم الدين، كما عبر عن خيبة أمله تجاه صمت المجتمع الدولي. وأفاد بأن الاجتماع أكد على ضرورة الاهتمام بوجود منظور استراتيجي شامل لا يقتصر فقط على دولة واحدة، بل يمتد إلى التعامل مع الإرهاب الذي يضرب أطنابه في سورية وليبيا واليمن، والتي أصبحت ملاذا لتدفق السلاح، مشددا على أن أي تحرك أمني ضد الإرهاب لا بد أن يصاحبه تحرك جاد نحو محاربة الفكر التكفيري وقطع التمويل والسلاح عن الإرهاب، بما في ذلك مراقبة السلاح المتدفق من بعض الدول التي لا هم لها سوى زعزعة أمن واستقرار المنطقة، والتدخل السافر في شؤونها وبعثرة أوراقها. وشدد الفيصل على ضرورة تجفيف منابع الإرهاب بعد أن ألغت داعش الحدود بين سورية والعراق. ولفت إلى أن المجتمعين أكدوا على ضرورة تقاسم المسؤوليات والجدية والاستمرارية في التحرك للقضاء على التنظيمات الإرهابية. وأكد الفيصل على أهمية الوضوح في الخطط والسياسات وتقاسم المسؤوليات، علاوة على الجدية والاستمرارية في التحرك المطلوب للقضاء على التنظيمات الإرهابية، محذرا من أن التقاعس والتردد لن يساعدا في اقتلاع هذه الظاهرة من جذروها، بل ربما يشجعان على عودتها وبشراسة، ولنا في تجربة السنوات الماضية أكبر مثال. وقال وزير الخارجية إنه تم التأكيد على الحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال الدول في سياق الجهود المطلوبة لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن وزراء الخارجية بحثوا الأوضاع السياسية المضطربة في الدول التي يتمركز فيها الإرهاب، وهو الأمر الذي بات يتطلب تكثيف الجهود السياسية لدعم ومعالجة أوضاعها، وعلى نحو يحقق اللحمة بين أبنائها من مختلف مكوناتها المذهبية والعرقية، وعلى مبدأ المساواة فيما بينهم في الحقوق والواجبات. وكان السفير أسامة نقلي مدير إدارة الإعلام في وزارة الخارجية أدار المؤتمر الصحفي الذي استغرق نصف ساعة.